آداب الرافدين (Sep 2018)
أثـر الرؤیـة السیـاقیة فی دلالـة العـامِّ عند الإمـام الشـاطبـیِّ(790هـ)
Abstract
إذا انتقلنا إلى الإمام الشاطبی نجد أن السیاق القرآنی والحدیثی یُشکِّل عنده فی أبعاده وقرائنه اللفظیة النظمیة (السیاق اللفظی من السوابق واللواحق ونبرة القول وغیرها) ،وغیر اللفظیة الحافَّة بالقول(السیاق الحالی من المتکلم والسامع والمکی والمدنی والبیئة والأعراف والعادات ومحل القول وسبب النزول والورود وترک الرسول صلى الله علیه وسلم و الصحابة رضوان الله علیهم لأمر ما مع وجود مقتضیه من حب الاستزادة من الخیر أو طریقة ما فی نصرة الحق أو غیره دلالة على منعه )،وما ینتجه من المقصد الکلی لمجرى النص الخاص المتحکم فی جزئیات المعانی فیه والمنتظم فیه جمیع ما یرتبط به من قرائن سابقة وما تشکله مجموع السیاقات الخاصة من المقاصد العامة للشریعة بالاستقراء یُشکِّل عنده مداراً رئیساً تتبدَّى فیه حکمة الشریعة البالغة ،وهذا ما یتبدَّى بجلاء فی کتابیه الجلیلین :الاعتصام والموافقات،إذ یتخطى نظر الشاطبی للسیاق ظاهر الکلمات أو الجمل کاشفاً اللِّثام عن محورها المعنوی الدائر حوله الحدیث مَعبَراً لا یُبارى فی استحصال دقة الدلالة أو الحکم ومبرِّزاً رکنیة الذائقة البلاغیة المتمرسة فی الاستکشاف الاستنباطی جاعلاً السیاق بأشکاله الخاصة والعامة سلماً مصیریاً فی تحدید المعنى وبیان مساراته و نهجاً قویماً فی الترجیح بین المذاهب المختلفة وحلِّ التعارض بین النصوص وفکِّ إشکالات فهمها من جهة ومجالاً رحباً لدعم صواب طریقته الاستنباطیة وتفوقها المنسجم مع روح اللغة والشرع معاً من جهة أخرى ،فالسیاق عنده طریق قاصد لمنهاج الاجتهاد الشرعی على شرط المزج الجدلی المُحقِق لضمان سداد الفهم بین رکنین هما :الرقی فی الاستشراف الشمولی المقاصدی للشریعة والتمکن الاجتهادی من العربیة تمکناً یتحرر به فهم المجتهد لها بشکل یضاهی العربی أیام النزول
Keywords