آداب الرافدين (Jun 2020)

النفوذ الاسلامی فی بلاط وحکومة امبراطوریة المغول 603-766هـ/ 1205-1365م

  • رغد النجار

DOI
https://doi.org/10.33899/radab.2020.165406
Journal volume & issue
Vol. 50, no. 81
pp. 351 – 388

Abstract

Read online

تعرض المشرق الإسلامی منذ أواخر القرن الخامس الهجری/ الحادی عشر المیلادی, ولفترة تزید على ثلاثة قرون لأخطار الحملات الصلیبیة التی قادتها البابویة والقوى الأوربیة, بلغتا من الشدة والعنف ما کاد أن یلحق الضرر الکبیر بالحضارة الإسلامیة والتراث العربی. وإذا کانت القوى الإسلامیة بأطیافها المتعددة قد تمکنت من استیعاب الصدمة الصلیبیة, والتحول نحو اجهاضها بتحریر الأراضی التی کانت قد إحتلتها فی بلاد الشام وغیرها من الأماکن الإسلامیة, وقبل أن تتمکن من استکمال ذلک, ظهر خطر آخر کان لا یقل شدة وعنفاً وتدمیراً عن الخطر الصلیبی, وتمثل ذلک بالخطر القادم من أقصى الشمال الشرقی من آسیا من البلاد التی تعرف, باسم منغولیا, والتی تمکن أحد زعمائها الذی عرف باسم تیموجین (جنکیزخان) من توحید قبائل منغولیا لیؤسس له دولة فیها سنة 603هـ/ 1206م, وینطلق بعد ذلک فی حملات مدمرة, تمکن هو وخلفائه أوکتای وکیوک منکو خان فی غضون نصف قرن من تأسیس أکبر امبراطوریة شهدها العالم آنذاک, وکان الجزء الأکبر من مساحة هذه الأمبراطوریة قد تشکلت من اراضی العالم الإسلامی بعد أن تهاوت القوى السیاسیة فیه على ید المغول بدءاً من الدولة الخوارزمیة فی بلاد ما وراء النهر وإیران, واتابکیاتها المحلیة, وأخیراً سقوط الخلافة العباسیة فی بغداد وبلاد الشام بعد ان اجتاحت جیوش هولاکو بغداد سنة 656هـ/ 1258م وبلاد الشام سنة 658هـ/ 1260م, وکان خلال ذلک قد أنزلوا بالمدن والبلاد الخراب والقتل, وکلما کانوا یحرزون نجاحاً أشتد تعطشهم لسفک الدماء, فلم یظهروا شیئاً من الرحمة والرفق بالبلاد التی خضعت لهم.

Keywords