مجلة الآداب (Jun 2024)

المصادر العربية والأجنبية المُعرَّبة الواصفة للإرث الثقافي لمدينة فاس التاريخية

  • عائشة الشامسي,
  • خير الدين شترة

DOI
https://doi.org/10.31973/rjvysr58
Journal volume & issue
no. 149

Abstract

Read online

جذبت مدينة فاس العتيقة وما تحمله من تاريخ عريق، أنظار الباحثين، والرحّالة والجغرافيين، والمستشرقين، والعلماء، من شتى العلوم والتخصصات، فقد افْتُتِنوا بعمائرها، وهندستها المعمارية المتنوعة، بغض النظر عن الوظيفة العمرانية التي أنشئت من أجلها؛ كالعمارة الدينية، وما تتضمنه من جوامع ومساجد، وزوايا، والعمارة العسكرية، وما يندرج في مضمونها من أسوار، وبوابات، وأبراج وقصبات، ومبانٍ، وما تشتمل عليه من قصور، ومدارس، وفنادق، وأسواق وقيساريات، وغيرها كثير. إلى جانب ذلك، فقد حظيت مدينة فاس بمكانة علمية واسعة الانتشار، أدى فيها جامع القرويين دوراً رئيساً في توطيد الحركة العلمية في البلاد المغاربية، باعتباره أقدم جامعة في العالم. تسعى هذه الدراسة إلى تسليط الضوء على كل ما كُّتِبَ عن الإرث الثقافي الذي تزخر به هذه المدينة، خصوصاً منه ذلك التراث العمراني العتيق، ومن جملة ما سيتم التطرق إليه هو أولاً استقراء كل المصادر العربية التي أوردت أخباراً تفصيلية عن مبانيها الأصيلة، وأهم التكوينات المعمارية والعناصر الجمالية التي تميزها، ثم يليها رصد المصادر الأجنبية الواصفة لهذا التراث العمراني. ولقد تم الرجوع في هذا البحث إلى عدد معتبر من المصادر العربية والأجنبية، أهمها كتاب «الأنيس المطرب بروض القرطاس في أخبار ملوك المغرب وتاريخ مدينة فاس»، لابن أبي زرع، وكتاب «جنى زهرة الآس في بناء مدينة فاس»، للجزنائي، وكتاب «وصف إفريقيا»، للحسن الوزان، المعروف بليون الإفريقي، وكتاب «فاس قبل الحماية»، لروجيه لوترنو، وغيرها من المصادر. وبناء على المعلومات الواردة في تلك المصادر، واستناداً إلى المنهجين التاريخي والوصفي، توصل البحث إلى نتائج عدة، منها: اتفاق بعض المصادر في ذكر بعض المعالم العمرانية، على وجه العموم، بيد أنها تختلف في بعض تفاصيلها، كالاختلاف على بوابات المدينة، ومسمياتها، والفترة التي تم تشييد بعض هذه البوابات. وافتـرضت الدّراسة - بالاعتماد على جُملة الـمصادر الأولية المعتمد عليها - أنّ مدينة فاس تزخر بتراث ثقافي (مادي - عمراني) ضارب الجذور في التاريخ، وأن مدينة فاس تاريخياً حظيت بمكانة علمية واسعة الانتشار. وقد استقت الدراسة مادتها في المقام الأول من المصادر التاريخية الأرشيفية، كما اعتمدت على جملة المصادر والمراجع التي تناولت هذا الموضوع وتطرقت إلى بعض جوانب هذه الفترة وما يليها من أحداث، فضلاً عن ذلك، فإنها لم تغفل عن المصادر المعاصرة، فضلاً عمَّا ورد في المراجع اللاحقة من معلومات وإحصاءات تناولت جوانب ذات صلة بالموضوع. لقد أسهمت هذه المصادر، في تعريف الباحثين بالإرث الثقافي الذي تمتلكه مدينة فاس، والوقوف على التطور التاريخي الذي طرأ على هذا الإرث، وإعداد دراسات مقارنة فيما خلَّفته الدول التي تعاقبت على حكمها، وفترات ازدهارها، وعنفوانها، وفترات انحدارها وتراجعها، من خلال الاهتمام بتعمير المدينة، بمختلف وظائفها العمرانية.

Keywords