مجلة ابحاث كلية التربية الاساسية (Dec 2008)
حصن الأكـــراد ودوره في الصراع الإسلامي -الصليبي
Abstract
يعد حصن الأكراد احد المعاقل التي وجدها الصليبيون قائماً قبل غزوهم بلاد الشام ثم اصبح بعد الاحتلال من اهم الحصون الواقعة في إمارة طرابلس الصليبية ، وقد مثل روعة الفن المعماري العسكري في القرنين 6 – 7 هـ / 12 – 13 م. وقد كان لحصن الأكراد دورُ سياسي وعسكري تمثل في كونه خط الدفاع الاول عن امارة طرابلس الصليبية والحارس القوي الذي يحميها من هجمات المسلمين فضلاً عن اتخاذه مركزاً لشن الهجمات على املاك المسلمين واعمالهم في بلاد الشام وتخريب اقتصادياتهم والقيام باعمال السلب والنهب والاسر وارغام المسلمين على اخلاء مناطقهم والنزوح والهجرة الى مناطق اخرى تحت ضغط القوة القسرية . وبالنسبة للدور الاداري فقد كان الحصن مركزاً للادارة المحلية كانت تفرض منهم الضرائب والرسوم على القوافل المارة بالحصن ، اما الدور الاقتصادي فيكفي انه وقع في امارة طرابلس التي تتمتع بثراء اقتصادي وخاصة في مجال الزراعة اذ احتوت هذه المنطقة الخصبة على الكثير من الأراضي المزروعة بأشجار التين والزيتون .وفيما يتعلق بالدور الديني كان الحصن مقراً رئيساً لعناصر تنظيم الرهبان الاسبتارية فضلاً عن وجود كنيسة لأداء طقوسهم وشعائرهم الدينية ، اما الدور الاستيطاني فقد عاش فيه عدد كبير من المحاربين الاسبتارية . وكان لهذا الحصن من القوة بحيث تعذر على المسلمين الاستيلاء عليه لمدة تزيد على مائة وسبعين سنة ، وفوق ذلك كله تناول البحث المحاولات الإسلامية العسكرية للاستيلاء عليه حتى تم تحريره اخيراً من براثن الصليبيين في عهد السلطان الظاهر بيبرس (658 – 676 هـ / 1260 -1277 م) ، ولايزال حصن الاكراد شاخصاً حتى يومنا هذا على الرغم من مرور اكثر من ثمانية مائة سنة على انشائه اذ يعد ابرز القلاع التي بقيت من العصور الوسطى وما تزال محتفظة بهندستها القديمة .