الفكر الإسلامي المعاصر (Jun 1995)
قراءة في كتاب منهج البحث الاجتماعي بين الوضعية والمعيارية للمؤلف محمد محمد أمزيان
Abstract
في مقال له بعنوان "الإسلام والعلوم الاجتماعية: تساؤلات حول أسلمة المعرفة"[1]، تساءل برهان غليون عن مصداقية الدعوة إلى أسلمة المعرفة قائلاً: إلى أي مدى يعكس الانتشار المتزايد لهذا الشعار ميلاد حركة تجديدية فعلية في مناطق العلوم الاجتماعية الحديثة، ويشكل مصدراً لنمو مناهج علمية أصيلة وطريفة في المجتمعات الإسلامية والعالمثالثية؟ وإلى أي مدى لا يعبر تنامي اللجوء إلى هذا الشعار عن نشوء آلية تعويضيه، يحاول المجتمع بواسطتها التغلب على مشاعر الخوف من انعدام الآفاق ومن القطعية التاريخية والانحدار نحو الهامشية الناجمة عن الإخفاق في استيعاب هذا العلم والتحكم به؟ وإلى أي حد لا يعبر رفض هذا العلم عن اليأس من اكتسابه، كما يغطي الحديث عن أسلمته الفشل في السيطرة على الطاقة الجبارة التي يمثلها، وإظهار هذا الفشل كما لو كان اختياراً واعياً ينبع من التمسك بالذاتية والإخلاص لمتطلبات حماية الهوية الوطنية أكثر من التعبير عن الخيبة"؟[2]. من المنطقي جداً أن يتساءل غليون كل هذه التساؤلات حول إسلامية المعرفة باعتباره قد انطلق من مسلمة تقول بأن ولادة شعار أسلمة أو إسلامية العلوم كان إفرازا طبيعيا لحالة التهميش التي يعيشها المسلمون وانهيار الآمال والأحلام الكبيرة وإخفاق مشروع التنمية الاقتصادية والاجتماعية العالمي، ولكن ليس من المنطقي ولا من حق غليون، وهو الحريص على الموضوعية والعلمية، أن يحوّل هذه التساؤلات إلى أحكام نهائية في خاتمة المقال المذكور، خاصة وأنه قد سلّم في ثنايا المقال بأنه "كان من الممكن للدراسة العلمية للأدبيات الصادرة عن المراكز العلمية التي جعلت من هذا الموضوع هاجسها وغرضها الأول أن تشكل مدخلا هاما لفهم المقصود من أسلمة العلوم وتحليل المعاني المختلفة التي تتجسد فيها التجربة البحثية ذاتها ولكن لسوء الحظ، لمم يتسنى لي أن أطلع على أغلبها. أما النماذج التي وقعت بين يدي حول مشكلة التأسيس الإسلامي للمعرفة العلمية فلا تسمح لي باستنتاجات منظمة ومنهجية حول هذا النشاط العلمي الجديد".[3] وعلى الرغم من هذا النقص لا يمكّن صاحبه من فهم هذا المشروع فضلاً عن إصدار أحكام نهائية علية فإننا لا نريد أن نحمّل المسؤولية الكاملة ... للحصول على كامل المقالة مجانا يرجى النّقر على ملف ال PDF في اعلى يمين الصفحة.
Keywords