Al-Andalus Magreb (Nov 2022)
تجليات الجليل في معلّقة طرفة
Abstract
يتجلّى الجليل في معلقة طرفة بنوعيه الحسي والمعنوي، وأبرز ما يكون تجلّيه حسيًّا في تصوير الناقة، والتعبير من خلالها عن مواقف وموضوعات، وأوضح ما يكون تجليه معنويًّا في مواقف طرفة من الحياة والمجتمع، وإذا بطرفة وناقته توأمان، وهما معًا يمنحان المعلقة وحدتها وتماسكها. والجليل هو السمة التي تميز المعلقة، وهي محور هذا البحث. لقد وصف معظم الشعراء في العصر الجاهلي الناقة، وبرزت في أشكال كثيرة في قصائدهم، ولكنها ظهرت في معلقة طرفة بصورة خاصة متميزة؛ فقد ظهرت الناقة في مطلعها، بوصفها حدوج المالكية المرتحلة، وظهرت في تصوير الناقة منفردة في ثلاثين بيتًا خاصًّا بها، وظهرت في مشهد عقرِها في أربعة أبيات، وظهرت في بيتين من الحكمة. وهذه الخيوط الممتدة في نسيج القصيدة هي التي منحتها وحدتها وأكسبتها خصوصيتها. ويؤيد هذه الوحدة تجلي الجليل أيضًا في مواقف طرفة البطولية تجاه مشكلتين كان يعاني منهما المجتمع الجاهلي، وهما مشكلة الموت، وسيطرة المجتمع نفسه على الفرد. وكان طرفة متفردًا في مواقفه، ومختلفًا عن بني قومه، وهذه المواقف هي التي أيضًا أكسبت المعلقة وحدتها وخصوصيتها. وينقسم البحث إلى قسمين اثنين: يتناول القسم الأول الجليل الحسيّ، مُصَوَّرًا في الناقة، ويتناول القسم الثاني الجليل المعنوي، مُعَبَّرًا عنه في مواقف طرفة من المجتمع والحياة. وربما كان من التقليدي أو المنطقي أن يبدأ البحث بتمهيد يتضمن قسمين يُفرد القسم الأول منهما للحديث عن حياة طرفة وشخصيته، ويفرد الثاني للحديث عن الإبل ومكانتها في المجتمع الجاهلي، وخصوصيتها في خلقها وتكوينها، غير أننا آثرنا أن يكون هذا القسمان في الملحق من البحث. ويقوم البحث على مفهوم الجليل عند كانط وسانتيانا وإدموند بيرك، ويوضّحه من خلال المعلقة من داخلها. ويستعين بجوانب أخرى من مناهج بحثية مختلفة، كعلم النفس، والبنيوية التحويلية. ولا يغفل البحث عن ربط مفهوم الجليل بعصره وبيئته.
Keywords
