Journal of General Union of Arab Archaeologists (Jan 2010)

الفسیفساء فی لیبیا: دراسة لعوامل التلف وطرق العلاج والترمیم

  • د.صفاء أحمد عبد السلام

DOI
https://doi.org/10.21608/JGUAA.2000.2699
Journal volume & issue
Vol. 11, no. 11
pp. 99 – 151

Abstract

Read online

إن دراسة تقنیات تنفیذ التصویر الجداری من الأمور المهمة فى مجال الترمیم؛ وذلک لمعرفة الأسس التى تم بها تنفیذ هذه الأعمال, حیث ﺇن لهذا أهمیة فى تحدید الاستراتیجة العامة والمقترحة فی أسلوب العلاج أو الترمیم؛ طبقا للدراسات التحلیلیة والعلمیة التی لها دور کبیر فی تفسیر ومعرفة, لیس فقط تقنیات التنفیذ الأصلیة التى اتبعت, وﺇنما تمکنا أیضا من التعرف على طرق اﻹعداد والتجهیز للمواد المستخدمة قدیما, ﺇلى جانب تحدید عوامل التلف التی کان لها تاثیر فی تغییر الخواص الکمیائیة والفیزیقیة لطبیعة المواد. ویعد فن الفسیفساء من تقنیات التصویر الجداری التی شهدت تطورا کبیرا على مر العصور من حیث تعدد تقنیات التنفیذ واختلافها واستخدام الخامات المختلفة نتیجة للطبیعة الجیولوجیة ومواردها المتعددة من توافر الأحجار أو الرخام أو الزلط .....الخ. فالفسیفساء فن موروث عن فنون الحضارات القدیمة لمنطقة البحر المتوسط وبلاد الإغریق والرومان, ورغم أن العدید من الحضارات القدیمة قد عرفت أنواعا ومعالجات مختلفة للفسیفساء لأغراض طقوسیة أو زخرفیة, فقد انتشرت الفسیفساء فی الحضارة الیونانیة الرومانیة وزاد انتشارها وارتباطها بالثقافة والحضارة البیزنطیة؛ حیث کانت أداة تعبیر أساسیة وبلغت أوج اکتمالها فی هذا العصر, وحیث ﺇن فن الفسیفساء یعتمد على تجمیع القطع الصغیرة من الرخام أو الأحجار بجانب بعضها البعض؛ ویتم تثبیتها بالمونة التی قد تتنوع وتختلف فی نسب خلطها أو المواد المضافة طبقا للطبیعة الجیولوجیة للمنطقة, فبناء على ذلک فقد نجد التنوع الکبیر لتقنیة الفسیفساء سواء أکانت فی المواد المستخدمة أم فی طرق التنفیذ والأداء التی تطورت بدورها وقد أثبتت الدراسات المختلفة للباحثة هذا الاختلاف من خلال الدراسات التحلیلیة للفسیفساء من مواقع مختلفة فی لیبیا. وقد استرعی انتباه واهتمام ما شاهدته الباحثة من الفسیفساء الموجودة فی لیبیا من حیث الألوان المستخدمة, وأسالیب التنفیذ والأداء أو الموضوعات التی تم تنفیذها, باﻹضافة ﺇلى العناصر الزخرفیة التی لازمت هذه الموضوعات, والتی لم نجد لها مثیلا″ فی أی مکان ﺁخر, وهذا جدیر بالدراسة والاهتمام, فدراسة الفسیفساء فی لیبیا تعد جزءا″ مهما من المجموعة البحثیة الخاصة بدراسة وتحلیل أعمال التصویر الجداری بلیبیا خاصة فی العصور الرومانیة, ولم یأت هذا الموضوع جزافاً؛ وﺇنما هو جزء من المشروع البحثی الخاص بالباحثة لدراسة وتحلیل أعمال التصویر الجداری فی العصور القدیمة. لم یتثنﱠ للباحثة البدء فی هذا البحث إلا بعد الدراسات التحلیلیة والمیدانیة للعدید من المواقع الأثریة فی لیبیا والحصول على النتائج التی کان لها دور مهم فی تحدید وفهم الکثیر من عوامل التلف التی أثرت على الفسیفساء ودراسة الترکیب البنائی للفسیفساء اللیبیة فی العصر الرومانی والتعرف على المشاکل التی تواجه الفسیفساء اللیبیة إثر العدید من عوامل التلف التی وجدت تقریبا متشابة فی الکثیر من المواقع مع الاختلافات التی تم رصدها بالمقارنة بما هو موجود بالمتاحف خاصة متحف السرایا الحمراء بطرابلس نتیجة لاختلاف البیئة المحیطة. ویدور هذا البحث حول التعرف على الفسیفساء اللیبیة, ودراسة لعوامل التلف المختلفة والتی تم رصدها أثناء الدراسات المیدانیة التی قامت بها الباحثة فی عامی 2007 و2010 , ﺇلى جانب اقتراحات الباحثة ﻷسالیب العلاج والصیانة والترمیم أیضا, والتی تم اﻹعداد لها على شکل برامج متنوعة, طبقا لمتطلبات المواقع اﻷثریة أو المتاحف أو حتى تنمیة الموارد البشریة لرفع کفاءة القائمین والمشتغلین بمجال الترمیم, والتی سوف یفرد لها جزء من هذا البحث

Keywords