آداب الرافدين (Dec 2024)
تقاليد الهرطقة في الإصلاح الإنكليزي المبكــــر 1534-1553
Abstract
ترفض هذه الدراسة محاولات اختزال مسائل الإيمان في قضايا سياسية أو اقتصادية أو اجتماعية وتصر على أن الإصلاح الإنكليزي كان في المقام الأول يدور حول الدين، والذي كان، بالتأكيد، مرتبطًا ارتباطًا وثيقًا بظواهر أخرى كالهرطقة والسحر والإضطهاد الديني والتسامح. كما ستجادل بأن الطريقة التي تم بها ممارسة الدين ولاسيما تعريف الهرطقة وحتى فهمها تغيرت بشكل كبير على مدار الإصلاح. في هذا العصر(عصر الإصلاح)، نادرًا ما كان معظم رجال الدين الإنكليز يبشرون، ولكن على عكس نظرائهم في معظم أنحاء قارة أوروبا، أخذوا وعودهم بالعفة على محمل الجد وأثاروا جدالاً شديداً حول حدود الدين و تعريف الهرطقة. وبالتالي لم يكن "شهداء الإصلاح الإنكليزي" مجموعة متجانسة، بل كان هناك العديد من الكاثوليك وعدد كبير من البروتستانت الذين قُتلوا بسبب دفاعهم عن فهمهم للكتاب المقدس والعقيدة المسيحية. بالطبع، في ثقافة التغيير والصراع الديني الكبير، مثل ثقافة إنكلترا الحديثة المبكرة، إذ كانت مصطلحات اللعنة مثل الهرطقة بعيدة كل البعد عن الاستقرار: فقد كانت خاضعة لتفسيرات وتفاهمات متعددة ومتنافسة، كما سنرى غالبًا في سياق هذه الدراسة. صحيح كانت نقطة الانطلاق الرئيسة للإصلاح الإنكليزي (على عكس الحركات البروتستانتية الأخرى في بقية أنحاء أوروبا خلال تلك المدة) هي إنكار السلطة البابوية، لكن مع ذلك، كانت هناك مجموعة من المعتقدات المحددة المختلفة فيما يتعلق بمجالات أخرى من الإيمان بين البروتستانت الإنكليز الذين قدم قسم منهم أرواحهم ضحية لمعتقدات كإنكار التجسيد والإرادة الحرة ومذهب الاقدار (الجبرية)، والأسرار المقدسة وغيرها من المعتقدات التي لم يكن للملك ولا للكنيسة الرسمية بأن تغض الطرف عنها.
Keywords