آداب الكوفة (Jul 2021)
بغداد في ظلّ الحكم المغولي الإيلخاني (656 - 736هـ/1258 - 1330م) تكوين طبقي جديد
Abstract
نجم عن استباحة المغول لبغداد عام 656هـ/1258م متغيرات إثنولوجية اجتماعية في التركيب السكاني، وهو ما يحملنا على تقييد هذا البحث واذاعته بما يشير إلى نشوء طبقات جديدة في المجتمع البغدادي، منها طبقة الأمراء والحكام الأعاجم ومنها طبقة العلويين والطالبيين ومنها طبقتي العائلات القديمة والعائلات الجديدة ثم الطبقة العامة. وقد تناولت بعض المصادر الأولية الأساسية المتاحة لدينا هذا التكوين الطبقي الجديد، بشيء من التفصيل، وبعضها الآخر قصر على إشارات وإيماءات مقتضبة، ونحن انتهينا بها، بعد تحليلها وتمحيصها وإمعان النظر فيها إلى ما يسند البحث ويطمئن القارئ إلى ما يفيده. وكان لكل طائفة من المصادر تلك عنايتها الطبقة أو طبقات من المجتمع البغدادي الذي بدأ ينشأ بعد توطد الحكم المغولي الإيلخاني، فهذا رشيد الدين فضل الله الهمداني، يشير إلى وجود طبقة الحكام الأعاجم، ثم تبعه مؤرخون يؤكدون معلوماته ويزيدون عليها. وهذا صاحب كتاب الحوادث الجامعة يذكر التكتل العلوي في بغداد بعد الحادثة ثم يعززه مؤرخون معاصرون لما جاء به. وهذه مصادر تتحدث عن العائلات التي مارست الحكم في العهد العباسي وكان لها ظهور أكثر حضوراً في العصر المغولي الإيلخاني، وهذا المؤرخ البغدادي عبد الرزاق بن الفوطي والمؤرخ النصراني غريغوريوس ابن العبري، يؤكدان، أن نمو الطبقة العامة البغدادية التي كانت تؤلف أكثر سكان بغداد، بعد أن كادت تباد على يد الكتائب المغولية المهاجمة إبان سقوط بغداد، قد استعادت حضورها وأصبح وجودها رهين للتوازن الطبقي في المجتمع البغدادي. وإلى ذلك تجد خلال الثمانين عاماً التي حكم فيها المغول الإيلخاني العراق، تسيّد طائفتين دينيتين هما الطائفة المسيحية والطائفة اليهودية، فالأولى ضمنت رعاية المغول منذ استباحتهم بغداد وتعاونهم مع الكتائب المغولية والثانية احتلت مكانتها النافذة سياسياً واجتماعياً حين كان عميدها سعد الدولة اليهودي الذي عيّنه السلطان الإيلخاني أرغون، متولياً لديوان الممالك وهي من كبريات الوظائف في الامبراطورية المغولية.
Keywords