المجلة الدولية للعلوم الإنسانية والاجتماعية (Mar 2021)

اثر الروح والعقل في الاصلاح التربوي

  • Dr. Omar Saadi Abbas

DOI
https://doi.org/10.33193/IJoHSS.19.2021.196
Journal volume & issue
no. 19

Abstract

Read online

تمثل الدعوة إلى إحياء التراث التربوي الإسلامي عاملاً مهما من عوامل الإحياء الشامل للأمة الإسلامية ـ إن لم تكن العامل الأول ـ حيث إن النهضة التربوية المنتظرة هي المؤثر الفعال في جوانب النهضة العلمية والاجتماعية والسياسية ـ والدعوة إلى إحياء التراث التربوي تقوم على مسلمة رئيسية وهي: أن لنا تراثاً هائلاً يشتمل بدون شك على آراء في التربية وعلم النفس وتجارب سابقة في هذا الميدان إذ لا يمكن أن تقوم تلك الحضارة الزاهرة بغير دعائم تربوية ومؤسسات ونظم تعليمية … وعودتنا إلى هذا التراث إنما تكون بقصد أن نستلهمه ونسترشد به وليس لنقف عنده. وكيف سيتم الاصلاح التربوي من خلال مفهوم الروح والعقل وما هي الدلالة الرمزية لكل واحد منهما ماذا نقصد بالاصلاح الروحي وكيف يتم ذلك الاصلاح، وماذا نقصد بالاصلاح العقلي وكيف يتم تكوين العقل المنظم الذي بدوره يؤدي الى الاصلاح التربوي. فقد وجدنا الفكر الاسلامي عبارة عن ثروة علمية روحية دينية هدفها الدفاع عن الإسلام، والرد على الفلاسفة. لذلك سنحاول ان نعالج اهم المسائل والمعوقات التي حالت الى انتكاس الواقع التربوي وتردي جميع جوانبه من خلال طروحات ومعالجات ومنهجية . ويشير مفهوم الروح الى التجربة الروحية عند الامام الغزالي لذلك اقترنت الدلالة الرمزية الى بيان اصلاح التجربة الروحية للامام الغزالي فهي سببا من اسباب الاصلاح والتجديد أن أراء الإمام الغزالي في التربية جاءت شديدة الارتباط بواقعه الاجتماعي، وخاصة إيمانه بفضائل التصوف والزهد. فقد رأى إن هدف التربية الأسمى هو بالتقرب لله والاستعداد للحياة الأخروية، وحصر التربية بكل ما يساعد على تحقيق هذا الغرض. ولا تقتصر وظيفة المعلم على الجانب العلمي فقط وانما يتوجب عليه الاهتمام بالجانب العملي وبسلوكيات الافراد الذين تحت وصايته لذلك من واجب المعلم أن يهتم بسلوك طلابه وان يقوم منها ما كان يحتاج الى تقويم حتى تسود بينهم روح المحبة والود والتقدير والاحترام. ان الدلالة الرمزية لمفهوم العقل في هذا البحث هي دلالة رمزية للفيلسوف (الطوسي) والاصلاح التربوي من خلال تكوين العقل المنظم بوصفه عاملا من عوامل الاصلاح التربوي، لقد كان الطوسي اخلاقيا في نظرته الى التربية، ولكن لابد من الاشارة الى ان معالجته الاخلاقية للتربية كانت نتاجا لنظامه الفكري العام وهو نظام عقلاني فلسفي ولعل هذا هو الذي حثه بشدة على الربط بين التربية والتقدم الاجتماعي وجعل هذا النجاح والاصلاح مقرونا بالعلم . وما احوجنا اليوم الى مثل هذه التوجيهات والملاحظات وخصوصا بعد التراجع الذي نشهده في جوانب التربية والتعليم كافة لذلك كان علينا لزاما أن نكافح بكل ما نملك من قوة وعزم وارادة من اجل الارتفاع بالجانب التربوي والسمو بالجانب الاخلاقي الذي هو الحجر الاساس بالعملية التربوية.

Keywords