مجلة الآداب (Dec 2024)
سعد بن أبي وقاص (ت55ه / 674م) وموقفه من الفتنة الكبرى
Abstract
تَناولت الدراسة أحد الموضوعات المهمة وهو موقف سعد بن أبي وقاص (y) مما حدث بين المسلمين من فتنة تعرض لها خيرة أصحاب رسول الله (r)، فانقسم الناس فيها إلى حزبين متناحرين، ولكن سعدًا اتخذا اتجاهًا ثالثًا، وهو الاعتزال، وهذا ما سوف تُبينه هذه الدراسة، كما تطرقت الدراسة أيضًا إلى دور سعد بن أبي وقاص (y) في بدايات الفتنة قبل مقتل عثمان (y)، ثم دوره بعد مقتله، وأيضًا دوره في خلافة علي بن أبي طالب(y) والحروب التي حدثت بين المسلمين في ذلك الوقت، واعتزاله للتحكيم وقتها، ثم أتى بعد ذلك دور سعد في خلافة معاوية بن أبي سفيان(رضوان الله عنهما)، وكان بدايتها بعد مقتل علي بن أبي طالب(y) وتولي معاوية الخلافة من بعده. تتمحور الإشكالية الرئيسة في هذا البحث حول كيفية تناول المصادر لمرحلة فاصلة من التاريخ الإسلامي، بغاية إبراز الدور المتميز لواحد من كبار الصحابة (رضوان الله عليهم)، وطرح عدة تساؤلات فرعية، وهي: ما هو دور سعد بن أبي وقاص في خلافة عثمان( رضوان الله عليهم) وموقفه من الاحتجاجات عليه؟ وما هو موقف سعد بن وقاص (y) من خلافة علياً ( رضوان الله عليهم)، والحروب الداخلية في عهده؟ وما هو موقف سعد بن وقاص من خلافة معاوية( رضوان الله عليهم)؟ ولقد تم الرجوع في هذا البحث إلى عدد معتبر من المصادر الأصيلة، أهمها البغدادي (معجم الصحابة)، وبن بكر الأندلسي (التمهيد والبيان في مقتل الشهيد عثمان)، وأبو جعفر البغدادي (أسماء المغتالين من الأشراف في الجاهلية والإسلام)، وبن الجوزي (المنتظم في تاريخ الملوك والأمم)، وبن دحية الكلبي (أعلام النصر المبين في المفاضلة بين أهل صفين)، وغيرها من المصادر. وبناء على المعلومات الواردة في تلك المصادر، واستنادا للمنهجين التاريخي والوصفي توصل البحث إلى نتائج عدة، منها: أن سعد بن أبي وقاص(y) وضع منهجًا في التعامل مع الفتن وهو اعتزالها وفرار المسلم بدينه منها، وأن سعد بن أبي وقاص (y) كان قد اتبع كتاب الله وسنة رسوله في مختلف أمور حياته، ولعل ما حدث أثناء سفره إلى بلاد الشام؛ إنما هو دليل واضح على علمه وفقهه في الدين الإسلامي، ولعل موقفة مع معاوية بن أبي سفيان(y)؛ إنما دليل علي شجاعته وشهادته الحق. وافتـرضت الدّراسة - بالاعتماد على جُملة الـمصادر الأولية المعتمد عليها-. أن سعد بن أبي وقاص(y) تَعرض مثل غيره من المسلمين لأنواع عديدة من الأذى المادي والاجتماعي والمعنوي والبدني إلا أن ذلك لم يُزعزع عقيدته الإسلامية ولا موقفه الحيادي، وظل يُحارب لنصرة الدين الإسلامي. وقد استقت الدراسة مادتها في المقام الأول من المصادر التاريخية، كما اعتمدت على جملة المراجع التي تناولت هذا الموضوع وتطرقت إلى بعض جوانب هذه الفترة وما يليها من أحداث، زيادة على ذلك فإنها لم تغفل عن المراجع المعاصرة، فضلاً عمَّا ورد في المراجع اللاحقة من معلومات وبيانات تناولت جوانب ذات صلة بالموضوع.
Keywords