الفروق الدلالیة لکلمتی الحُبّ والودّ واشتقاقاتهما فی القرآن الکریم

Abstract

یُبیِّن البحث أهمیة الحب, تلک الکلمة ذات الظلال الرقیقة والمحببة فی النفس البشریة, ویعکس الإسلام لها فهماً خاصاً؛ لأنه یعترف بعاطفة الحب على أنها واحدة من أهم الدوافع الإنسانیة والمحرِّکات الفعالة فی السلوک الفردی والجماعی, وهو أحد السبل لمعرفة الله تعالى والتقرب إلیه, ولا شک أن المحبة فضیلة إیجابیة؛ لأنها فی جوهرها إثبات لأواصر المحبة والتآلف وإحیائها حتى وإن کانت تدل على دلالة عاطفیة وجدانیة غیر أنها فی الأصل میل إیجابی, فالمحبة رکن العبادة؛ إذ إنّ محبة الدین وتعالیمه من أمارات کمال الإیمان, فمحبة الله تعالى تستلزم طاعته, ومحبة رسوله صلى الله علیه وسلم تستلزم اتباع سنته, وإن هناک فرقاً دلالیاً بین کلمتی الحُب والودّ، فالحب هو انجذاب النفس إلى الشیء الذی ترغب فیه، وهو إرادة ما تراه أو تظنه خیراً, فهو مشاعر تستقر فی القلب، وأما الود فهو المحبة التی یقارنها التمنی وتظهر على السلوک, ولیسَ کلُ مُحب ودوداً, ویمکن لإنسان أن ینطوی على محبة ولا تظهر فی سلوکه، وکل ودود مودته أساسها مشاعر الحب فی قلبه, فکل ودّ هو حب ولا ینعکس.