مجلة ابحاث كلية التربية الاساسية (Dec 2022)
التجربة الإسلامیة فی مصر 2012 –2013 " دراسة تاریخیة"
Abstract
یعود میلاد التجربة الحزبیة بمصر الى مطلع القرن العشرین، عندما تمخضت الحرکة الوطنیة المصریة، فی مواجهة الاحتلال البریطانی عن مولد الحزب الوطنی بزعامة مصطفى کامل باشا. إلا أن المیلاد الحقیقی لها جاء بعد قیام ثورة 1919 والتی أفرزت قیادة ثوریة، تبلورت تنظیمیاً فیما بعد. عبر ظهور حزب الوفد بزعامة سعد زغلول باشا، المعبر عن القوى الثوریة، التی حملت لواء تحقیق مطالب الثورة. والى جواره جاءت أحزاب أخرى وصفت بأنها أحزاب ( الأقلیة ). وعرفت الحیاة السیاسیة المصریة ثقافة الانتخابات، وتداول السلطة. بالرغم من تدخلات القصر، والاحتلال، التی أفسدت التجربة وأفرغتها من مضمونها. وتسبب فشل التجربة الحزبیة فی تقدیم حل للقضیة الوطنیة، وأهمالها للقضیة الاجتماعیة، فی قیام ثورة یولیو 1952 والتی بدأت بانقلاب عسکری قاده تنظیم ( الضباط الأحرار ). وتعامل نظام یولیو 1952 مع الوضع السابق عبر سیاسة الهدم الشامل. فقرر الإجهاز على التجربة الحزبیة عبر قرار إلغاء الأحزاب السیاسیة. فی عام 1953 بعد سلسلة من الإجراءات استهدفت النخبة السیاسیة الحزبیة. بعدها اتبعت مصر ما یسمى بنظام الحزب الواحد أو التنظیم الشمولی الأوحد، والذی تغیر اسمه من ( هیئة التحریر ) الى ( الاتحاد القومی )، ثم الى ( الاتحاد الاشتراکی )، الى ( حزب مصر ) الى ( الحزب الوطنی ) – المقبور – والذی احتکرت ( إصداراته ) السلطة لقرابة 60 عاماً فکلها مسمیات متعددة لکیان واحد. إن الحیاة الحزبیة من أهم سمات التطور الدیمقراطی لأی للمجتمع ویحتاج انطلاقها الى تضافر الجهود بین مختلف القوى السیاسیة وتتکفل الممارسة العملیة بفرز کل هذا العدد الکبیر من الأحزاب السیاسیة، لإنضاج التجربة الحزبیة الجدیدة. لیکون لدینا تعددیة حزبیة حقیقیة، تتنافس فیها عدة أحزاب قویة، تمتلک المقومات الفکریة، والقدرات التنظیمیة، والإمکانات المالیة والفکریة وتتمتع بالدیمقراطیة البعیدة عن الشخصیة والفردیة، وتمثل قواعد جماهیریة حقیقیة، فلا تکن مجرد صالونات نخبویة، فالتعددیة الحزبیة الناضجة شرط أساسی لانطلاق التجربة الدیمقراطیة