آداب الكوفة (Dec 2024)
منهج أئمة أهل البيت(عليهم السلام) في حل اشكال وتفسير آيات المحو والاثبات (البداء)
Abstract
اتفقت الإمامية وطبقاً للنصوص القرآنية المباركة والأحاديث الواردة النبي محمد(صلى الله عليه وآله وسلم) وأئمة أهل البيت(عليهم السلام) على أحقية (البداء) بالمعنى الذي تقصده لا بالمعنى الذي قال به غيرهم, مستندين ايضاً ألى حجية العقل في ذلك على أنه تعالى عالم بكل الأشياء وهو أزلي العلم وإن علمه سبحانه فيما كان و ما هو كائن في الحاضر وما هو سيكون في المستقبل له الأحاطة بجميع الأشياء’ وليس علمه بظهور الأشياء بعد خفائها عليه, وهذا محالاً على الله تعالى, لكنه تعالى قد علق بعض أفعال العباد بأنفسهم حيث أن الأنسان هو صاحب المصير والتغيير وأن الله تعالى يثيب ويعاقب على قدر أفعال الأنسان, وهذا ما إشارت إليه النصوص القرآنية والأحاديث الشريفة منها أن صلة الأرحام تطيل الاعمار ودفع الصدقة على فقراء المسلمين تدفع البلاء, وهذا هو الأساس الذي تقصده الأمامية في معنى (البداء) وتؤول إليه لا لغيره كحدوث العلم بالأشياء والجهل بها مسبقاً من قبله تعالى كونه يستوجب النفص في مقام الإلوهية وعلم الله تعالى نافذ في المخلوقات أزلاً و على نحو الأطلاق الأبدي, وكذلك من المضاميين التي تحويها العقيدة في (البداء) هو توسل العبد وانقطاعه لله (عز وجل) من أجل استجابة الدعاء , وكفاية مهماته, واستمرار التعبد له وابعاده عن المعصية والوقوع في الشبهات, وهذا خير دليل على أحقية البداء وعدم انكاره, أما الذين قالوا ببطلان البداء وانكاره إذ كان الأساس في انكاره هو الفهم اللفظي المعنوي االمغلوط لعقيدة البداء التي قال بها الإمامية حيث يعتبرونه كفراً لاذعاً بحقه تعالى كون العقيدة في البداء تستلزم العلم بعد العجز والجهل لله تعالى وهذا يستحيل عليه سبحانه؛ لأنه سبحانه له القدرة والعلم المطلق حتى قيام الساعة, بل المراد هو أن الأنسان مختاراً في أفعاله وتصرفاته وأن البداوات التي تظهر للإنسان نتيجة تلك الافعال التي يقوم بها لكن هذا لا يعني أن الله تعالى ليس له العلم بهذا الحدوث بل مشيئته وأرادته تحيط على جميع الأشياء وحدوثها.
Keywords