مجلة جامعة دمشق للآداب و العلوم الإنسانية (Dec 2022)
تحليل دور وموقف الدولتين المسيحيتين (قشتالة وأراغون) في إنهاء حكم سلالة بني نصر في إسبانيا
Abstract
علمت الحكومات المسيحية لشبه الجزيرة الأيبيرية بتشكيل حكومة جديدة في غرناطة بإسبانيا في 26 رمضان عام 629 هـ. في مراسلات مع بلاط حكومة قشتالة ، تعهد محمد بن يوسف بن نصر بأنّه سيظل تابعاً لحكم تلك الدولة ، على أن تعترف حكومة قشتالة بشرعية حكمه. سعى خلفاؤه أيضًا إلى إعادة تأسيس الإسلام في شبه الجزيرة الإسبانية من خلال تبني سياسة معتدلة مع الحكومات المسيحية. يسعى هذا المقال إلى شرح دور الدول المسيحية ومكانتها في إسبانيا، بالاعتماد على دولتي قشتالة وأراغون، في سقوط أسرة بني نصر والقضاء على وجودهم في شبه الجزيرة الأيبيرية بطريقة وصفية تحليلية بعد دراسة الوثائق المكتوبة. وتقديم جواب عن سؤال ما هي الطبيعة الوجودية لدور وموقف سياسات الدولتين المسيحيتين (قشتالة وأراغون) في مواجهة إزاحة بني نصر لعدة سنوات في غرناطة؟ فهذا الغرض الرئيسي من البحث. تشير الدراسات إلى أنّ الحكومات المسيحية في إسبانيا، في الوقت الذي توحدت فيه وتصادق بعضها بعضاً، عزمت على القضاء إلى الأبد على آخر ممثل للحكومات الإسلامية في إسبانيا، سلالة بني نصر. ولتحقيق ذلك، استخدموا حروب الاستنزاف، وسياسات الانقسام، والترهيب، وأعمال الشغب المحلية والإقليمية، ودعم الاضطرابات الداخلية، والدعاية للمسيحية، ونفوذ الأمراء المسيحيين في بلاط بني نصر و ... الأمر الذي أضعف تدريجيّاً البنية الإسلامية لعائلة بني نصر في المنطقة وباستخدام التحديات والتنافس في البلاط، ولا سيّما في مسألة الخلافة، مهّدت أسباب سقوط هذه الأسرة الحاكمة المسلمة في إسبانيا وإزاحتها.