مجلة جامعة تشرين للبحوث والدراسات العلمية- سلسلة الآداب والعلوم الانسانية (Sep 2021)
(التّعليق) و(توخّي معاني النّحو) في كتاب دلائل الإعجاز قراءةٌ تناصيّةٌ
Abstract
يكتنه هذا البحث مفهومي ( التّعليق) و(توخّي معاني النّحو) في كتاب دلائل الإعجاز بوصفهما تعريفين حدّ بهما عبد القاهر النّظم ؛ ليقرأهما في ضوء نظريّة التّناصّ ، بعيداً عن التّصورات القبْليّة ، والأحكام الجاهزة. والحقُّ أنّ حضور مقولة النّظم في تراثنا النّقديّ جليٌّ بارزٌ ، قدحه البحث في الإعجاز القرآني. بيدَ أنّ المقولة تجلّت بمفهوماتٍ متعدّدةٍ شفّت عن المنطلقات الفكرية لأصحابها ، وأظهرت فاعليّة أدواتهم المعرفيّة قبل أن تصل إلى ذروتها ونضجها في نصّ عبد القاهر الجرجانيّ الذي تمكّن – بموسوعيّته- من امتلاك نصوص سابقيه ومعاصريه امتلاكاً نوعيّاً ؛ فامتصّها ، وحوّلها ؛ حتّى استوت على الصّورة التي وصلت إلينا. ولمقولة النّظم في كتاب دلائل الإعجاز مستوياتٌ متعدّدةٌ ، تخيّرنا منها – في هذا البحث- المستوى التّأسيسيّ النّحويّ ، متمثّلاً بالتّعليق ، وتوخّي معاني النحو. أمّا دراسة التّناص النّقديّ في النّظم مع معاصري عبد القاهر وسابقيه ، فله مقامٌ آخرُ ، ودراسةٌ أخرى جارٍ العمل عليها. وهكذا سيعمل البحث على تقرّي نصّ دلائل الإعجاز في التّعليق وتوخّي معاني النّحو ؛ للكشف عن أهمّ النصوص النّحويّة الغائبة التي تحيلنا عليها القراءة ، ثمّ تحديد موقعها في النّصّ الجديد ، وإظهار آليّات تحويلها ، وتوظيفها ، محاولاً تقديم إجابةٍ عن السّؤال الآتي: ما مدى فاعليّة التّناصّ بوصفه آليّة قراءةٍ في تأويل نصٍّ نقديّ؟