Annales du Patrimoine (Sep 2022)
دور تجاهل اللغة الأم في الغزو الثقافي
Abstract
لكل ثقافة لغة ولكل لغة ثقافة، فإذا اعتبرنا الثقافة روحاً للمجتمع فاللغة جسداً لها. فأهمية اللغة الأم لا تخفى على أحد حيث أنّها الدليل على بقاء وجود الإنسان ومكانته الاجتماعية بين الناطقين بلغات أخرى ذوي الثقافات المختلفة. فالإنسان الذي يتجاهل لغته الأم لا يستطيع التعريف بنفسه وبمجتمعه للآخرين ويكون مذهولاً فاقداً المكانة الاجتماعية بينهم، لأنّه بتجاهله للغته الأم قد بين أنّه دون ثقافة وحضارة وتاريخ حتى ينتمي إليهن؛ فهذا التجاهل للغة الأم اجتلب مشاكل وخسائر كبيرة للمجتمعات التي تعاني من هذه الظاهرة. ففي هذه الدراسة هدفنا إلى تبيين هذه الظاهرة وأسباب نشوئها وتقديم بعض الحلول العلمية لها اعتمادا على المنهج الوصفي. واستنتجنا من هذا البحث أنّ التجاهل اللغوي الثقافي لا يأتي دائماً طوعياً عشوائياً بل يحدث عند بعض الأفراد بشكل قسري بسبب هجرهم إلى البلدان الأخرى حسب الظروف التي تضطرهم إلى الارتحال؛ ومن أفدح الخسائر لهذا التجاهل خسران الثقافة المكسوبة طيلة العصور؛ ويمكن تقليل ونزع هذا الصراع اللغوي الثقافي المتزايد عبر تطوير أفكار الشعب بوسائل التواصل الاجتماعي، ووضع قواعد وإجراءات صالحة لاحترام اللغة الأم للمهاجرين في المراكز والمؤسسات التعليمية في البلاد المضيفة.