مجلة جامعة دمشق للدراسات التاريخية (Mar 2024)
دور الأميرات في العلاقات الدبلوماسية بين القوى الكبرى خلال النصف الثاني من الألف الثانية ق.م المصاهرات الملكية نموذجاً
Abstract
كانت المصاهرات الملكية في المشرق العربي القديم عاملًا مهماً في كسب الصداقات ما بين تلك الشعوب وإنهاء مآسي كانت قائمة وتحقيق مصالح لم تستطع الجيوش الجرارة تحقيقها، فكثيرة هي المعاهدات التي تحققت عن طريق تلك العلاقات، وطوت صفحات من العداء استمرت طويلاً، وكان لتلك العلاقات الدولية مفهومها وطريقة إجرائها ومحدداتها، وعادةً ما يتم اختيار القائمين بتلك المهام بعناية فائقة لأنهم يمثلون الملك ويتحدثون باسمه ينقلون رسائله إلى أمثاله من ملوك المنطقة، فالمصاهرات الملكية كانت تتويجاً للعلاقات الدبلوماسية ما بين ممالك الشرق القديم، لإنهاء حالة حرب طويلة أو للتأكيد على معاهدة صداقة أو لِتفرّغ الحليفين المتصاهرين للتصدي لعدو مشترك أو لمكاسب مادية مأمولة، ولكن كان لها جانب سلبي، فبعضها كان سبباً في إشعال الحروب بين الدول، وهيمنة طرف على آخر من خلال تلك الرابطة وتوتر في العلاقات بين دوالٍ كان يسودها تحالفات متينة. وسيتناول هذا البحث دور الأميرات في إنهاء صراع القوى الكبرى في الشرق القديم خلال الألف الثانية ق.م من خلال روابط المصاهرة ما بين ملوك المشرق القديم بجانبها الإيجابي والسلبي مع ذكر الأسباب والأحداث التي تميّز كل حالة والمكاسب التي تحققت من إتمامها، وهل كان لتلك الروابط جدواها عند تعرض إحدى أطرافها لخطر يهدده بالزوال، وسأقتصر على فترة الألف الثانية قبل الميلاد لما لها من مصادر ومراجع متنوعة تناولت العلاقات السياسيّة والاجتماعيّة بشكل مفصّل، ولا يعني ذلك أنّ الزواج السياسي لم يكن موجود قبل ذلك أو أنه انتهى بنهاية الألف الثانية قبل الميلاد.