الأستاذ (Mar 2024)
فعل الترجمة بین المرامزة والتأویل
Abstract
إنّ أهم ركائز قراءة النص والذي یحرّك عنصر القراءة هو "اللاتحدید". اللاتحدید هو العنصر الذي ركّز علیه رواد نظریة التلقي في رهانات بناء المعنی علی أساس الاختلاف والتنوع. وإنّ التنوع هو الذي یحمل المتلقي علی رد الفعل، وذلك في إطار تواصلي تفاعلي بین الأنا الباثة والأنا المتلقیة. إنّ الترجمة من هذا المنظور هي تفكیك وبناء، ونحن نفكك النص ونبنیه من جدید حین نروم فهمه، ونصوغه صیاغة فنیة أخری، علی أنّ الترجمة ممارسة تواصلیة في الدرجة الأولی لانتماءها القوي إلی السیاق الثقافي. هناك رؤیتین للترجمة، وهما الترجمة الحرفیة والترجمة التأویلیة، الترجمة التأویلیة تدعو إلی الاستئناس مع القارئ، والترجمة الحرفیة تدعو إلی الأمانة، حتی وإن أدّت هذه الأمانة إلی استغراب القارئ. فربما الترجمة التأویلیة هي التي تولد فیها التعددیات، وإنها القراءة التي تحثّ علی الانفتاح وتكثر المدلول. ومن هذا المنظور، الترجمة التأویلیة هي المسؤولة عن التعددیة والاختلاف بالدرجة الأولی، حیث لا یوجد أصل مطلق للمعنی وأن الترجمة هي بنفسها، ذلك "الاختلاف" الذي یفتح ظهور الدلالات. بناءً علی نظریة "أصالة المختلف"، سعینا في دراستنا هذه إلی البحث عن الاستراتیجیات والأسالیب النّاجعة في ترجمة عناوین الروایات العربیة إلی الفارسیة، وذلك في ضوء استراتیجیتي المرامزة والتأویل. ورأینا من خلال النماذج التي انتخبناها من ضمن أخری، أنّ الترجمة التأویلیة لا تبحث عن المكافئ المعجمي، بل عما یُسمّی"المكافئ الخطابي"، فنحن لا نترجم اللغة بل نترجم الخطاب. ووفق مبدأ الاختلاف لاحظنا أنّ الترجمة متبوعة بعناصر التلقي، لیس بإمكان المترجم أن یسیطر علیها كلها. فلاحظنا بأن یجب علی الترجمة أن تسمح بالتنوع الثقافي
Keywords