مجلة العلوم البحتة والتطبيقية (Feb 2021)
آثار جائحة كورونا على العلاقات العربية – العربية في إطار الجامعة العربية
Abstract
نمر كما العالم في ظروف عصيبة غير مسبوقة، تتطلب من الأقطار العربية التشبث بقيم التضامن والتآخي والتسلح بآليات التعاون المشترك وعلى الأقل تبادل التجارب. إلا أنه ما حصل كان عكس ذلك، فقد برز مؤشر خطير على الوضع الراهن للعلاقات العربية - العربية الهشة أصلا، وجاءت ازمة كورونا لتقوض هذه العلاقة وتضعها في موضع التساؤل عن مستقبلها، في ظل برود معلن في علاقات معظم العواصم العربية بعضها ببعض، فضلا عن الغياب الملحوظ لأي اتصالات أو محاولات لنجدة الفقراء من العرب، الذين يعانون نقصا في الأموال والمستلزمات الطبية إضافة للغذائية واللوجستية بعد اقفال المطارات والحدود البرية والموانئ. وأصبحت الدول العربية تقوم بتعزيز مفهوم المصلحة الوطنية وفق المدرسة الواقعية كما فعلت العديد من دول العالم. ولم تعلن وكالات الانباء العربية او العالمية عن اتصالات بين القادة او دعوات للالتقاء في قمم عاجلة (عبر تقنيات الاتصال المتلفز بالتأكيد) لاتخاذ قرارات عاجلة لمحاصرة هذا الوباء والحد من خسائره وتكاليفه التي تأكل من البنى التحتية الصحية للمجتمعات العربية والتي هي فقيرة أصلاً ومتهالكة. لقد لاذت معظم العواصم العربية بصمت مريب، هذا الصمت يطرح تساؤلات كبيرة حول ما إذا كانت تلك العواصم تنتظر شيء أكبر وأخطر من جائحة كورونا لتتقدم الصفوف وتمد يد العون لعواصم شقيقة أنهكها فايروس كورونا. لقد أبانت أزمة فيروس "كورونا" بما أفرزته من تداعيات مخيبة للأداء العربي برمته، أن الموقف بات يتطلب تغييرا جذريا قبل فوات الأوان، فإذا لم يوحد خطر "كورونا" العرب، فمتى؟ أما الجامعة العربية فحسب نداء أمينها العام، فإنه يسعى إلى تكريس أبديتها رغم عدم فعاليتها. لقد مكنت الجائحة من رسم صورة قاتمة واقعية عن العلاقات فيما بين الأقطار العربية، وكشفت أنه بحلول الذكرى الماسية لجامعة الدول العربية، يسجل النظام العربي عثرة أخرى تضاف إلى سلسلة العثرات على مدى 75 سنة، لنخلص إلى ما ذهب إليه المفكر كارل ماركس: "إن التاريخ لا يعيد نفسه إلا في شكل مأساة أو مهزلة". تفترض هذه الدراسة ان ازدياد الانشقاق والتصدع في النظام العربي أدى الى عدم وجود جهد عربي موحد لمجابهة جائحة كورونا.
Keywords