تجسير (Dec 2022)
هل يحتاجُ علم الاجتماع إلى تقويض بنية الاستعمار؟
Abstract
هذا المقالُ مراجعة لثلاثةِ كُتبٍ[1] بحثت الأهميةَ الفكريةَ التي دفعت إلى فكّ الارتباط بالنماذج المنوطة بالمركزية الأوروبية في علم الاجتماع؛ حيث يتبنّى كُلٌّ منها، أي الكتب، مقاربةً مختلفةً. إن كتاب "النظرية الاجتماعية خارج المعتمد" لأستاذ علم الاجتماع سيد فريد العطاس (Syed Farid Alatas) وأستاذة علم الاجتماع والأنثروبولوجيا ﭭينتا سنها (Vineeta Sinha)[2]، يوظّفُ الدراسة الغيَرية المقارنة للمنظرين الاجتماعيين غير الغربيين المشهورين والمغمورين نسبيًا. ويطوّرُ كتاب "علم الاجتماع التاريخي العالمي"، الذي اشترك في تحريره أستاذ علم الاجتماع والدراسات الآسيوية جوليان غو (Julian Go)، وأستاذ العلاقات الدولية وعلم الاجتماع التاريخي جورج لاوسن (George Lawson)[3]، نموذجًا إرشاديًا[4]، يبتعد عن الاختزال المنهجي الذي ينطلق من "القومية المنهجية"، الذي يعرف ويحدّد علم الاجتماع المعاصر والتخصصات المتعلقة به. أما الكتاب الثالث في هذه المراجعة، والموسومُ بــــ"البدائل السوسيولوجية للدين: نظرةٌ بعيون غير غربية" لأستاذ علم الاجتماع والأنثروبولوجيا جيمس ﭪ. سبيكارد (James V Spickard)[5]؛ فيقلب علم اجتماع الدين التقليدي رأسًا على عقب، وذلك عبر فحصه للمسيحية، والإسلام المعاصرين، باستخدام مفاهيم تطورت في الصين القديمة وتونس خلال القرن الرابع عشر. إن تلك الكتب الثلاثة لها غايةٌ متماثلة، هي: تسليط الضوء على حدود وهفوات علم الاجتماع المعني بالمركزية الأوروبية، الذي يُركز على الأمّة ذات السّيادة المستقرّة والفرد، لكنه يفشلُ في تقديم الاعتراف الضروري بالعلاقات المترابطة، والاتكال المتبادل الذي يدفع الهويَات الاجتماعية إلى التحرك عبر الزمان والمكان.
Keywords