آداب الرافدين (Jun 2024)

جدلية الأصل في علاقة المسلمين مع غير المسلمين السلـــم أم الحــــرب

  • غازي سليمان,
  • فرست يحيى,
  • اياد ابراهيم

DOI
https://doi.org/10.33899/radab.2023.144194.2015
Journal volume & issue
Vol. 54, no. 97
pp. 362 – 388

Abstract

Read online

في الوقت الذي ظهر فيه الإسلام كانت البشرية تغرق في وحل الجهل والظلم والفساد، وكانت العلاقات الإنسانية في غالبيتها تقوم على الغزو والصراع والقهر والاستعباد، فجاء الإسلام رحمة للعالمين، لينقذ البشرية ويعيد للإنسان إنسانيته المفقودة وكرامته المهدورة وحقوقه المهضومة، فأعلن في الناس أنهم ينحدرون من نسل واحد، وأنهم سواسية في الخلق لا فضل لأحدهم على الآخر إلا بالتقوى، ودعاهم إلى عبادة رب العباد، وإلى العدل والإحسان والسلم والأمان والعفو والتسامح، ومكارم الأخلاق وحسن الجوار، وكف الأذى ونبذ الظلم والاعتداء.   ومن هذا المنطلق فقد أسس الإسلام علاقة المسلمين مع غير المسلمين على المسالمة والأمان لا على الحرب والقتال، وأقرّ بأن مشروعية الحرب والقتال مرهون بردّ الاعتداء أو دفع الفتنة أو حماية المستضعفين ونصرتهم،  والأصل في مشروعيته مبني على مبدأ الضرورة، وهو أمر مكروه على النفس يُلجأ إليه المسلمون اضطراراً، قال الله تعالى: ﴿كُتِبَ عَلَيْكُمُ الْقِتَالُ وَهُوَ كُرْهٌ لَكُمْ﴾[البقرة/ 216]، مما يدل على أن موقف المسلمين من السلم أو الحرب متوقف على موقف غيرهم، والقاعدة هي أن المسلمين سلم لمن سالمهم وحرب على من حاربهم.  وأما الجهاد فهو أشمل من حصره بالقتال فقط، وهو السعي وبذل الجهد لإعلاء كلمة الله تعالى، وغايته إخراج الناس من ظلمات الجهل والكفر إلى نور الإيمان، وتطهير الأوطان من دنس الاحتلال والاستعمار، والدفاع عن القيم والمقدسات، وصدّ الظلم والاعتداء والطغيان.

Keywords