مجلة جامعة تشرين للبحوث والدراسات العلمية- سلسلة الآداب والعلوم الانسانية (Mar 2021)
فلسفة الطبيعة عند إبراهيم بن سيّار النّظّام
Abstract
يرمي البحث في آراء النّظّام في واحدة من أهم القضايا أو المسائل الفلسفية _ الإيمانية الكبرى التي شغلت اهتمام شيوخ متكلمي المعتزلة وكبار علمائها: مسألة الطبيعيات وما تثيره من تساؤلات ومعرفة وجودية كبرى في النظرة للعالم وفي تفسير نشأته. وفي المصادر الحقيقية التي ينسج منها بناء رؤية في ذلك. وفي القول بالحركة والرأي بالسكون وفي الجزء والكشف عن ماهية القسمة اللامتناهية. وفي ما لازم ذلك ولزم عنه من رؤى وتصورات وأفكار تكشف قوله بالطفرة، وفي نفي الجزء الذي لا يتجزأ من بينها على وجه الخصوص. وعن مواطن تفرّد آرائه وأصالتها في ذلك وعن نزعته العقلية الجامعة لأدواته المعرفية وكيفيات معالجته موضوعات الطبيعة والبحث في مشكلات حقلها المفاهيمي الشائك وإبراز الظاهر منها وما كان مستبطن أو ما كان مسكوت عنه. ومن مجمل ذلك وبناء عليه يطرح السؤال هل استطاع النّظّام أن يبدع فلسفة خاصة به في الطبيعة تكشف حجم القلق المعرفي _ الإيماني الذي شغل العقل العربي الإسلامي في حينها. وكان موضع اهتمام الخاصة من علمائه وفقهائه ومفكريه. وهل من تداخل أو تباين أو تضايف بين آرائه في ذلك وآراء الآخرين متكلمين كانوا أو فلاسفة أم أن آرائه لم ترتقِ عن النقل والتقليد، وبقيت ضمن السياق العام لآراء المعتزلة _ وفقهاء اللاهوت الديني؟. معتمدين في محاولتنا النظر في ذلك المنهج التحليلي، وكذلك المنهج المقارن نسير على هدى خطا أياً منها حيث تقتضي طبائع المادة العلمية للبحث وضروراتها النظر في ما تنطوي عليه من آراء.