آداب الرافدين (Oct 2020)

الإنسان والحیاة العملیة عند سبینوزا

  • زیاد مصطفى

DOI
https://doi.org/10.33899/radab.2020.167051
Journal volume & issue
Vol. 50, no. 82.1
pp. 517 – 556

Abstract

Read online

لا تنفصل ماهیة الإنسان عند سبینوزا عن انثروبوجیا الحیاة الاجتماعیة فی فلسفته ، ولا عن مراتب المعرفة الممکنة لدیه ، فحیاتنا العملیة تابعة لحیاتنا العقلیة . لکن الإنسان ذاته حال من أحوال "الله" أو الطبیعة بما هی کل ، وتحکمه فی الحیاة عناصر انفعالیة أبرزها ( الرغبة ) کتعبیر مباشر عن میل الإنسان إلى حفظ وجوده کونه واعیاً بهذا المیل ، لذا کان لا بد من سعی الإنسان إلى التغلب على انفعالاته کی یؤدی ذلک إلى تأکید المعانی الاجتماعیة فی نفسه ، ذلک هو أساس الفضیلة . فالسعادة الحقة التی هی الغرض المنشود لحیاة الإنسان العملیة لا تکمن فی لذة الجسم والمیل لحفظ البقاء وحسب ، بل فی فعل الخیر . ذلک أن "الکوناتوس" المرتبط بهذا المیل ، یمثل قوة الوجود المعبرة بالضرورة داخل کل الکائنات الفردیة عن قدرة "الله" اللا نهائیة . فإذا کانت حکمة الإنسان الحر هی تأمل لا فی الموت وإنما فی الحیاة ، فإن الخلاص لن یتم إلا لمن یطبقون هذه القاعدة فی الحیاة : أی لمن یطیعون "الله" ، على حین یهلک من یعیشون تحت سیطرة اللذات "ومن تخّیل هلاک ما یکره کان مسروراً" . ذلک هو حال الإنسان السبینوزی ، وتلک هی طبیعة الحیاة العملیة الخیّرة التی ینبغی علیه أن یعیشها .

Keywords