مجلة ابحاث كلية التربية الاساسية (Dec 2013)
العلاقات التناصـــية بين تائية الحرَّاق التطــوانـي والتائيـة الكبرى لابن الفارض
Abstract
تُعدُّ التائية الكبرى أو تائية السلوك لابن الفارض (ت 632هـ) من أشهر ما قيل في العربية من شعر تدور معانيه في المحبة الإلهية ، فمنهم من تأثر بما تحويه من معانٍ في الحب الإلهي وأطوار التجربة الصوفية. ومنهم من فُتن بما تحويه القصيدة من رموز صوفية متنوعة، وما حوته القصيدة من أشكال البديع والفنون البلاغية. ومن اللذين تأثروا بالتائية الكبرى وعارضوها شاعر مغربي متصوف هو سيدي الحرَّاق التطواني (ت 1261هـ) وتتنوع أشكال العلاقات التناصية بين التائيتين ومن أبرزها مستوى الدلالة بين النصين وعلى النحو الذي يربط الدال مع المدلول أي بين اللفظ والمعنى، ونستطيع القول إنَّ ما يجمع بين ابن الفارض والتطواني أنَّ كليهما ينطلقان من حقيقة الفناء الصوفية. ومن العلاقات التي تعالقت في التائيتين عبر آلية الاجترار، ولها ارتباط قوي بحالة الفناء أو هي ثمرة من ثمارها حالة الحيرة والحب، وتعالقت في النص آلية استدعاء الخمرة رمزاً بما تحمله من دلالات التيه والاضطراب والهيام وفقدان الشعور، والامتصاص آلية من آليات التناص وهي مرحلة أعلى في قراءة النص الغائب. وقد سخَّر التطواني آلية التمطيط في استدعائه لعلاقاته التناصية مع تائية ابن الفارض.
