مجلة الآداب (Dec 2020)
عبد العلي بن ناصر بن رحمة الحويزي مؤرخاً
Abstract
يتناول هذا البحث سيرة عالم ومفكر ومؤرخ كبير من علماء ومفكري ومؤرخي العراق في القرن الحادي عشر الهجري/ السابع عشر الميلادي في حقل من حقول المعرفة التي أبدع فيها وكتب عنها، نافت مؤلفاته على الثلاثين، وكان موضوع التاريخ من بين تلك الموضوعات التي برز فيها ، إذ ساهم في كتاباته التأريخية مؤلفاً في كشف الأحوال السياسية والاجتماعية والاقتصادية والثقافية التي حصلت في جنوب العراق في بعض حقب العهد العثماني، الذي ساد العراق والوطن العربي أربعة قرون، ولكن على الرغم مما تميز به هذا الحكم من الدمار والحروب والجهل والتخلف الذي لحق بالمجتمع العربي وغيره، استطاعت بعض الولايات العربية أن تنعم بإدارة شبه مستقلة أتاحت لها التصرف في شؤونها الداخلية رغم تبعيتها للحكم العثماني، ومن بين هذه الولايات كانت ولاية البصرة التي حكمت فيها أسرة آل افراسياب الديري في القرن الحادي عشر الهجري/ السابع عشر الميلادي، وكذلك ولاية الحويزة جنوب شرق العراق التي حكمت فيها أسرة آل المشعشع قرابة الثلاثة قرون في الحويزة، وكانت تتذبذب في علاقاتها بحذر بين الصفويين والعثمانيين. وكانت الهوية العربية لولاة البصرة والحويزة من عوامل الازدهار الثقافي والأدبي والحضاري فيها، ومن شواهد هذا الازدهار الثقافي والعلمي والحضاري في الحويزة والبصرة كثرة المدارس والمكتبات والمساجد ودور العلم والعبادة ورعاية العلماء وطلبة العلوم والرحلة في طلب العلم، وكانت مرتكزات الثقافة رصينة وصلبة لأنها اعتمدت على التراث العربي الإسلامي في أيام عزه وازدهاره وعصور تفوقه، وكان المؤرخ عبد العلي بن رحمة الحويزي أمضى الشطر الأول من حياته في مسقط رأسه الحويزة، ينهل من منابعها العلمية ويرتشف من رحيقها الأدبي ويجالس أساتذتها ويرتاد مدارسها ومكتباتها حتى نضجت موهبته وقويت ملكته، فتوجه في بداية العقد الرابع من عمره نحو البصرة وألقى رحاله فيها فعرض بضاعته الثقافية على المجتمع البصري، فاحتضنه حكام الولاية فكان أحد حاشيتهم وأصبح أديب الولاية الأثير وشاعرها المقدم، وألف معظم مؤلفاته في البصرة التي منها المؤلفات التأريخية التي سوف نستعرضها في البحث إن شاء الله تعالى.
Keywords