Journal Of Babylon Center For Humanities Studies (Mar 2022)
جماليّات الانزياح في شعر فدوی طوقان -دراسة أسلوبية-
Abstract
تهدف هذه المحاولة دراسة إحدی ظواهر النقد الأدبي الحديث في شعر فدوی طوقان. الانزياح ظاهرة تتمُّ دراستها في علوم الألسنية والأسلوبية وهي تقنية فنّية يستخدمها الشعراء للتعبير عن تجربتهم الشعورية وله دور جمالي يسهم في لفت انتباه القارئ ومن ثمّة التأثير فيه وإيصاله إلی الإمتاع واللَّذة وتوصيل الرسالة التي يريدها الخطاب، ومن أجمل الفوائد التي يحقّقها الانزياح هو تحقيق الغرابة التي تُميِّزُ اللغة الأدبيّة عن لغة الخطاب العادي. يجدر بالإشارة أنّ الانزياحات تنقسم إلی الأشکال المتعدّدة، ومن أبرزها الانزياح الدلالي الذي اهتمّت به معظم دراسات الأسلوبية الحديثة ويقف علی جماليات الصور البلاغية التي تبعث الرقة والاستمتاع في القارئ. فدوی طوقان إحدی الشعراء المعاصرين الذين رغبوا إلی انتهاك قواعد اللغة العادية وثاروا علی قيودها؛ فيظهر الانزياح جليّاً في شعرها بإبداع الصور الغريبة التي خرق بها اللغة وقواعدها، وهذا الخرق أعطی نصها أدبيتها أو شعريتها. هذه الدراسة عبر منهج وصفی – تحليلي تسعی إلی تسليط الضوء علی هذه الظاهرة في أشعار فدوی طوقان حيث تدرس الانزياح الدلالي متمثلا في الاستعارة والتشبيه والرمز والصور المتراسلة في شعرها. يتجلي للقارئ نهاية هذا المقال أنَّ الشاعرة تمكنت من استخدام الانزياح الدلالي بشكل مطّرد للإبداع والتجميل في الصورة الشعرية؛ نتيجة هذه الدراسة تدلّ علی أنّ الشاعرة فدوی طوقان قد توسلت بضروب من ألوان الانزياح الدلالي، لما لها من أهميّة کبيرة في بناء شعر المقاومة وجماله الفّني؛ منها: 1-الصورة الشعرية 2-الصورة الرمزية 3-تراسل الحواس العدول عن المعيار. إنّ النزوع إلی الانزياح الدّلالي لدی فدوی طوقان واستعانتها خيالها القوی يبرز مقدرتها الخيالية في توظيف الطاقة التعبيرية الکامنة في اللغات العادية التي تحيد عندها عن منطقيتها في کثير من الأحيان وتدخل في اختراق السّياق المألوف.