آداب الرافدين (Mar 2024)
ألتَّنَاصّ فِي اللُّغَتَيْن الْإِنْكِلِيزِيَّة وَ الْعَرَبِيَّة : راسة مقارنة
Abstract
الهَدَف الرَّئِيسِي مِنْ هَذِهِ الدِّرَاسَةَ هُو تَسْلِيط الضَّوْء عَلَى وَاحِدَةٍ مِنْ أَهَمِّ الظَّوَاهِر الْبَلَاغِيَّة الَّتِي تُسَهِمُ فِي إنْتَاج النُّصُوص الْمَكْتُوبَة والمنطوقة . إنَّ مَفْهُومَ التَّنَاصّ لَيْس بِالْجَدِيد , بَلْ إنَّهُ مَوْجُودٌ مُنْذ الْقَدَم وَقَدْ عَرَّفَهُ النُّقَّاد الْعَرَبِ الْقُدَمَاء مُنْذُ زَمَنٍ بَعِيدٍ وَلَكِن بِمُسَمَّيَات مُخْتَلِفَةٌ . أَمَّا فِي الْغَرْبِ ، فَقَدْ ظَهَرَ مَفْهُوم التَّنَاصّ في حقبتين زمنيتين بَارِزَتَين هُمَا : (1) الحِقْبة البنيوية الَّتِي يُمَثِّلْهَا مُؤَسِّس اللغويات الحَدِيثَة والسيميائيات "فرديناند دِي سوسو" . (2) حِقْبَة مَا بَعْدَ البنيوية الَّتِي يُمَثِّلْهَا مِيخائِيل باختين صَاحِب النظرية الحوارية ، وَمَن لَحِقَهُ فِي هَذِهِ الحِقْبة , خَاصَّة الْعَالِمَة البولغارية الْأَصْل جُولِيا كريستيفا ، الَّتِي كَانَ لَهَا الْفَضْل الْكَبِيرِ فِي صِيَاغَة مَفْهُوم التَّنَاصّ فِي ستينيات القَرْنِ العِشْرِينَ الْمَاضِي فضلاً عن فَضْلِهَا فِي نَشْرِ آرَاء باختن فِي الْغَرْبِ . خَلُصَت الدِّرَاسَة إلَى أَنْ التَّنَاصّ كَان سَائِداً فِي كِلتَا اللُّغَتَيْن الْعَرَبِيَّة والإنجليزية ، وَأن النُّقَّاد الْعَرَب ، وَكَذَلِك الغربيون ، كَانُوا قَدْ عرفوا التَّنَاصّ كَظَاهِرِة وَلَيْس كمصطلح . كَان التَّنَاصّ بِالنِّسْبَة للنقاد الْعَرَبِ الْقُدَمَاءِ ، نَوْعًا مِنْ السَّرِقَات الشِّعْرِيَّة وَقَد تَنَاوَلُوه تَحْت مُسَمَّيَات مُخْتَلِفَةٌ مِثْل السَّلْخ ، النُّسَخ ، الْمَسْخ ، إلَخ . وَمَعَ ذَلِكَ ، لَمْ يُدَرَّسْ النُّقَّاد الْعَرَب الْقُدَمَاء التَّنَاصّ كَظَاهِرِة نَظَرِيَّة فَرْدَيْة أَوْ أَدَاةً بَلاَغِيَّة مُنْفَرِدَةً كَمَا فَعَلْتُ كرستيفا . وَكَمَا أَسْلَفْنَا سَابِقًا ، كَانَ مَفْهُومُ التَّنَاصّ فِي مُتَنَاوَلِ عُلَمَاءِ الغَرْبِ وَالشّرْق الْقُدَمَاء قَبْل مجيء كرستيفا وَمَن اتَّبَعَهَا مِنْ الْعُلَمَاءِ الغربيين ، لَكِنَّهُم تَنَاوَلُوه مِنْ دُونِ وَعِيّ وَمَنْ دُونَ الِاعْتِرَافِ بِهِ كَظَاهِرِة بَلاَغِيَّة مُتَمَيِّزَة لَهَا مُصْطَلَح خَاصٌّ وَمُنْفَرِد بِهَا .
Keywords