آداب الرافدين (Dec 2019)

بلاغة المناسبة فی سورة الکوثر

  • صالح عزیز

DOI
https://doi.org/10.33899/radab.2019.165061
Journal volume & issue
Vol. 49, no. 79
pp. 159 – 200

Abstract

Read online

لقد اشْتملَتْ سورة (الکوثر) مع إیجازها على فنون بلاغیة وافرة تنتمی إلى علوم البلاغة الثلاثة، وإن کانت فنون علم المعانی علیها أغلب وأظهر، وهی فی مجموعها تتظافر لتشکل خطاباً أدبیاً فی أقصى درجات البلاغة وفی أقصر طرق التألیف لیکون تطمیناً للرسول a بجزیل العطاء، ووعیداً شدیداً لأعدائه بالبتر والقطع، وکان الزمخشری (538 هـ) من أوائل من تنبه إلى هذا التمیّز البلاغی فی السورة فقال: "فأوحى الیه ـ أی رسوله ـ سورةً على صفةِ ایجازٍ واخْتِصارٍ، وذلک ثلاثُ آیاتٍ قِصارٍ، جمعَ فیها ما لم یکنْ لِیجتمعَ لأحدٍ من فُرسانِ الکَلامِ، الذی یَخْطِمُونَه بالخِطامِ ویَقُودوُنه بالزِّمام، کسحبانَ وابنِ عجلانَ، وأضرابِهما من الُخطباء المَصاقِعِ والبلغاء البواقِعِ الذین تفسّحت فی هذا الباب خطاهم، وتنفَّسَ فی میادینه مداهم"، وفطن الفخر الرازی (604 هـ) بذهنه الثاقب إلى ما فی السورة من قوةِ مطلعٍ واستواء أجزاءٍ واحتوائها على نکاتٍ بلاغیة وخلوّها من آثار التصنع، فأکّد أن "هذه السورة مع علوِّ مطلعها، وتمامِ مقطعها، واتصافِها بما هو طرازُ الأمرِ کلِّه مِن مجیئها مشحونةً بالنُّکَتِ الجلائلِ، مکتنزةً بالمحاسنِ غیرِ القلائلِ، فهی خالیةٌ من تصنُّعِ مَن یتناولُ التّنکیتَ، وتعمُّلِ مَن یتعاطَى بمحاجَّتِه التَّبکیتَ".

Keywords