مجلة ابحاث ميسان (Jun 2024)
اختيارات محمد السماوي وترجيحاته النحوية في كتابه ملتقطات الصحو في مستنبطات النحو
Abstract
مزج محمد بن طاهر السماوي في كتابه بين مذاهب النحاة، فجاءت مسائله مزيجٌ من النحو الكوفي والنحو البصري ومن تابعهم من البغداديين والاندلسيين والمصريين من أصحاب المدارس النحوية، فيعتمد في كثير من الاحيان على المناسبة بين الفصول في عرضه للمسائل النحوية، على الرغم من أنَّ نسبة الآراء إلى اصحابها من الأمور المهمة التي يقتضيها البحث العلمي، إلا أنَّ الأعم الأغلب في كتابه قد جاء دون إشارة إلى المذهب أو نسبة الآراء إلى أصحابها، ولعل منهجه هذا في عرض الآراء يعود إلى عدم رغبته في خوض غمار الخلاف كما فعل كثير من النحاة، أو قد يكون الخلاف عنده ليس ذا منفعة أو فائدة، وأحيانا نجده يكتفي بعرض المسألة، ويختار لنفسه مذهباً مغايراً لما ورد في أمهات الكتب- وهذا ما سنوضحه في موضعه- أو يذكر رأياً موافقا لأحد المذاهب لكنه لا يشترط فيه ما ذهبوا إليه، أي أنّه يكتفي بعموم التقعيد لا بخصوصه، وأحيانا تجده يرجح مذهبين في آنٍ واحد دون ترجيج أو اختيار أحدهما . وما تقدم يجعل للسماوي أسلوباً مميزاً في عرضه للمسائل النحوية، وفي الوقت نفسه لا يخلو نحوه من بعض المآخذ، كالاستطراد في بعض المسائل الخلافية، وايضاً الغموض والاختصار في عرض المسائل، وأكثر مما يؤخذ عليه تركه كثير من المسائل النحوية -لا سيما الخلافية منها - خالية من الشواهد، التي قد تعين القارئ على فهم المسألة، وهذا ما نلمسه بوضوح في كثير من فصول أبوابه الثلاث.
Keywords