الباحث الإعلامي (Jan 2018)
الاندماج الاتصالي في الإعلام الجديد.
Abstract
تمتاز شبكة الإنترنت وبخلاف غيرها من وسائل الاتصال التقليدية بأنها تمتلك المرونة في محاكاة المستخدم، بل وتسمح له بتطويرها، ولعل السبب الذي يكمن في تفوق الإنترنت على غيره من وسائل الاتصال التقليدية، هو الإمكانية على التغيير والانتقال من مرحلة إلى أخرى في مدة قصيرة ، بمعنى أن الإنترنت استطاع أن ينتقل من الاستخدام إلى تطوير الاستخدام ومن ثمَّ تطوير الوسيلة والابتكار إذ إن مبتكرات الإنترنت هي نتاج منطقي لتفاعل المستخدم مع الشبكة ، فضلا عن استثمار الإنترنت للمقترحات والأفكار كلها وعدم تجاهلها وإن كانت بسيطة، ومثال ذلك مواقع التواصل الاجتماعي والتي في حقيقتها تمثل أنفعالات شخصية في أغلب الأحيان لغرض الترفيه في بداية نشأتها، ثم تحولت إلى منظومة لتطوير العلاقات الاجتماعية، هذا السبب هو الذي سمح بانتشارها، فعدم التكلف والسماح بتمثيل متساوٍ وعادل للفئات الاجتماعية المتنوعة، مستفيدة من المجال العام الذي اختزل محددات المكان والزمان لأنه فضاء واسع للمشاركة والتدوين فكان شكلاً جديداً للاتصال ومن ثمَّ هو نافذة جديدة للإعلام لا تشبه ما سبقها. تكمن مشكلة البحث في تفسير طبيعة الاتصال في الإعلام الجديد بكل ما يحمله من تقنيات وأساليب لم تكن موجودة سابقاً وانعكس على شكل وطبيعة الاتصال الحديث ، مما أوجب بناء نموذج جديد اكثر ملائمة للبيئة الجديدة للاتصال . لذلك فأن مشكلة البحث تتمحور في الإجابة عن السؤال : ما هو نموذج الاندماج الاتصالي في الإعلام الجديد ؟ يعد إيجاد نموذج جديد يفسر الطبيعة الاتصالية في الإعلام الجديد ضروري ، من حيث أنه يستطيع تقديم تفسير لطبيعة العلاقات بين العناصر الاتصالية ، فقد رافق تطور طبيعة العملية الاتصال تغيراً في البيئة الاتصالية الذي انعكس على العلاقات المتبادلة بين عناصر الاتصال والبيئة الاتصالية، لذلك فإن نموذج الاندماج الاتصالي يقدم تفسيراً جديداً وفق متغيرات البيئة الاتصالية. ويهدف البحث الوصول إلى تحليل جديد لطبيعة العملية الاتصال في بيئة الإعلام الجديد وفق نموذج الاندماج الاتصالي ، وذلك عن طريق تحليل لعناصر العملية الاتصالية والعلاقات الجديدة الناتجة عنها بفعل تأثير عنصرين جديدين هما سرعة الاتصال وزمن الاتصال.
Keywords