مجلة الآداب (Dec 2024)
تداخل الفلسفة السياسية والعقيدة في الفكر الإسماعيلي
Abstract
الإسماعيلية هي فرع من الشيعة الإسماعيلية التي تنحدر من الإمام إسماعيل بن جعفر الصادق. كان الحشاشون جماعة من النزاريين الإسماعيليين الذين أسسهم حسن الصباح في القرن الحادي عشر في إيران وسوريا. اشتهروا باستخدام الاغتيالات السياسية. أدى ذلك إلى ظهور "الأسطورة السوداء" حول الحشاشين في الاستشراق الغربي التي صورتهم كجماعة إرهابية متطرفة. كانت الامامة والرسالة من المفاهيم المركزية للإسماعيلية، حيث يؤمنون بسلسلة من الأئمة المعصومين والرسل الإلهيين. تاريخياً، كان للإسماعيليين دور سياسي مهم، خاصة في المشرق الإسلامي وإيران. كان للدعاة المشاهير مثل حامد الدين الكرماني أدواراً بارزة في الرئاسة والسياسة الإسماعيلية. يسعى هذا البحث إلى الكشف عن الترابط الوثيق بين العقيدة والسياسة وبين الأخروي والزمني لدى أغلب الفرق الإسلامية وبالتحديد الشيعة الإسماعيليين. وقد اخترنا الشيعة الإسماعيليين لما لحق هذه الفرقة من حيف وتشويه على يد أطراف مختلفة منها إسلامية سنية وشيعية مناوئة، وأطراف غربية استشراقية وصليبية مغرضة. وما هذا العداء الشامل للإسماعيلية إلا ترجمة لتوجهاتها التي تجعل من العقيدة نظرية للحكم تربط بين الديني والدنيوي وبين العقيدة والسياسة، فمن الواضح أن نظرية الإمامة لدى الإسماعيليين هي نظرية رسالة دينية ورئاسة دنيوية، وانتهى البحث في ذلك إلى نتيجة مهمة وهي أن أغلب تلك التشويهات التي لحقت بالإسماعيلية ترتبط بالتداخل السياسي والديني، ولذلك استخدم المسلمون الدين لتكفير الاسماعيليين وتشويه عقيدتهم، كما اتخذ المستشرقون والصليبيون أسلوب إعادة الإنشاء والتمثيل لصورة الإسماعيليين في المخيال الغربي على ضوء أساطير وحكايات الرحالة وأوهام من انتاج الخيال العدائي للإسماعيليين الذين وقفوا موقفاً سياسياً وعسكرياً عدائياً صلباً بوجه كل من الصليبيين والتتار. وليس آخر تلك الحملات العدائية ضد الإسماعيليين من الربط بين تلك التخيلات عن الإسماعيليين وبين الارهاب المعاصر!
Keywords