مجلة الآداب (Sep 2024)
المرأة باعثًا على تكوين النصّ النثري الجاهلي
Abstract
شكلت المرأة حضورًا واسعًا وعظيمًا في المجتمع، فهي تمثل عنصرًا هامًا وجزءًا أصيلًا في الحياة الاجتماعية، التي لا تكتمل إلا بوجودها فهي موجودة بكل زمان ومكان لأنها الوجه الآخر للحياة، حيث عاشت في بيئة طبيعية قاسية والمناخ فيها متقلب والحياة القبلية قائمة على الغزو والسلب وغيرها من الأمور التي تحدث في حياة العرب، ومع ذلك فقد ظلت قوية صامدة واجهت كل التحديات التي تقف أمامها من أجل إثبات ذاتها، ثم أصبحت رمزًا لكل شيء جميل، وكانت في الوقت نفسه رمزًا للمعاناة أيضًا. أصبحت المرأة في الحياة الجاهلية هي المحور الأساسي الذي تدور حوله الدوائر فكانت المرأة نقطة استقطاب وإعجاب ووحي وإلهام فحملت جل الأعمال الأدبية والنثرية بصمتها، فهي قطب الكون وموطن السحر والجمال وكانت النموذج الأمثل والأكثر حضورًا حيث اتخذت نموذجًا جماليًا في كل العصور. وقد جلبت المرأة على هذه الطباع العربية التي تسيطر على تشكيل الإنسان منذ نعومة أظفاره، فكان تأثيرها على حركية الأحداث مجرد رد فعل لما يقع عليها من أثر إزاء كل ما يحدث من حولها في بيئتها، التي تلقت فيها الضربات واحدة تلو الأخرى حين تناحرت القبائل وقدمت التضحيات الجسيمة من الفقد واليتم والحرمان والعوز في ذلك العصر، وكانت المرأة هي الضحية في كل المرات، والمنهكة لكل طاقاتها وعطاءاتها بل لكل طاقات المجتمع وقدراته، ومع ذلك فقد تحلت المرأة العربية بكل القيم العظيمة التي نراها في إبداعها وحياتها لم تتخلى يومًا عن هذه القيم التي تحمل أسباب الحياة لها، وهي صاحبة الحق الأكبر والجهد الأعظم في خلق هذه الحياة.
Keywords