مجلة الآداب (Dec 2019)

حركة الزنج أسبابها وأهدافها وطرق القضاء عليها

  • SAWSAN BAHJAT YOUNIS

DOI
https://doi.org/10.31973/aj.v0i0.945

Abstract

Read online

كانت ثورة الزنج حركة خطرة، هددت كيان الدولة العباسية في الصميم واشغلتها حوالي اربع عشر عاماً، ولا يكفي لفهمها فهم طموح الرجل الذي اثارها أو اضطرب وضع الخلافة فحسب، بل لابد من تحليل وضع من انضوى تحت لوائه، والدوافع التي دعتهم الى ذلك حتى جعلتهم يكافحون بحماس عجيب طيلة مدة الثورة، ورغم ادعاء صاحب الزنج أن العناية الإلهية أرسلته لإنقاذ العبيد المظلومين، وكانت ترشده وتساعده، مع أنه انتحل النبوة والرسالة كما ادعى النسب العلوي ليكتسب شرفاً الا أنه لم يبشر بمبادئ الشيعة بل يبشر بمبدأ الخوارج الذي ينكر الوراثة الذي يستند اليه العباسيون والعلويون معاً. ومما لاشك فيه أن طموحات علي بن محمد السياسية المتمثلة بالاستيلاء على السلطة تعتبر الدافع الحقيقي لحركته، مما حد من اندفاعها لدرجة كبيرة، وحصرها في فئة من الزنج، وأبعد عنها تدريجياً الفئات الأخرى التي شاركت فيها. وهكذا انتهت حركة الزنج بعد أن تركت وراها أثاراً فظيعة من التدمير والتخريب، ولعل أهم ما فيها الروح الطبقية التي اتصفت بها الحرب الاقتصادية خلالها، وأهمية الهندسة المدنية في اعمالها واكتشاف ضعف الخلافة وقواها الكامنة في وقت واحد. أن حركة الزنج لم تكن من القوة في البداية لتستطيع أن تهزم جيش الخلافة ولكن الخليفة لم يقدر حركة الزنج حق قدرها وتهاون معها كثيرا بحيث أن كان يبعثه من القادة الأتراك الغير مؤهلين للدخول في هكذا معارك بل أن السلطة والنفوذ في بغداد قد جعلهم يؤثر يحب أن يبقى في العاصمة يتابع أموره هناك ويأخذ ما طاب لهم من الأموال من الخلافة بدون حق. أن العنصر العربي في القتال هو الاشد والأدعى بأن يأخذ محله في هكذا مواقع قتالية كما وجدنا في الموفق وأبنه أبو العباس من بأس وحزمهم وحنكه حربية.

Keywords