آداب الرافدين (Mar 2020)

الزمن فی شعر أبی الحسن علی بن عبد الغنی الحصری القیروانی(ت488هـ)

  • بشار أحمد

DOI
https://doi.org/10.33899/radab.2020.165326
Journal volume & issue
Vol. 50, no. 80
pp. 153 – 182

Abstract

Read online

الإنسان هو الکائن الوحید الذی یعی الزمن بأبعاده الثلاثة، فهو یتفاعل مع الزمن الماضی، وله قدرة التأثیر على الحاضر، وهو الوحید القادر على تصور المستقبل وصنعه، لامتلاکه قدرة الخیال والتخییل، لذا فهو یستوعب الزمن بأبعاده الثلاثة الماضی والحاضر والمستقبل . والزمن المعنی فی البحث لیس الزمن الطبیعی الذی یخضع لمقاییس موضوعیة تُقاس بالسنة والشهر والیوم والصباح والظهیرة والمساء واللیل والنهار، بل هو زمن نفسی، ولایمکن معرفته أوتحدید سرعته أو بطئه من خلال اللغة التی تعبر عن الحیاة الداخلیة للشخصیة . لقد ظلَّ الإنسان ولاسیَّما الشاعر ینظر إلى الزمن ومفرداته کونه قوة غیبیة قهریة متسلطة لاتُقاوم، لینسب إلیها کل ما یلم به من مصائب ونوائب وقد نهى رسول الله (صلى الله علیه وسلم) عن سبِّ الدهر فقال :( یُؤْذِینِی ابْنُ آدَمَ یَسُبُّ الدَّهْرَ، وَأَنَا الدهر، بِیَدِی الْأَمْرُ أُقَلِّبُ اللَّیْلَ وَالنَّهَارَ لیزیل النظرة السلبیة التشاؤمیة نحوه ، لکنَّ الشاعر العربی بقی ینظر إلى الزمن نظرة خائفة ولاسیَّما إذا تناوشته مصائبه ، وتناوشته صروف الأٍیام واللیالی بالمحن والمتاعب.

Keywords