آداب الرافدين (Jan 2006)

عینیة حُمَیْد بن ثور بین الخفاء والجلاء

  • علی الفهادی

DOI
https://doi.org/10.33899/radab.2006.35473
Journal volume & issue
Vol. 36, no. 43
pp. 211 – 233

Abstract

Read online

کم حفل الشعر العربی بالطبیعة والمرأة حتى لیمکن القول إن قصیدة منه لا تخلو من ذکر واحدة منهما أو کلتیهما ، ولاسیما مقدمات القصائد ، وقد علل ابن قتیبة ابتداء مقصد القصید بذکر الطبیعة والمرأة فی الطلل والنسیب لکونهما مشترکین فی المحبة بین سائر الناس. ودعا القرآن الإنسان إلى تأمل الطبیعة وآیاتها تأملا یبعث العقل على التفکر والاستنتاج الذی یهدی إلى عظمة الخالق وجماله وجمال ما خلق والإیمان به، قال سبحانه: " إن فی خلق السماوات والأرض واختلاف اللیل والنهار لآیات لأولی الألباب، الذین یذکرون الله قیاما وقعودا وعلى جنوبهم ویتفکرون فی خلق السماوات والأرض ، ربنا ما خلقت هذا باطلا سبحانک فقنا عذاب النار. هذا التأمل أصل مفهوما للطبیعة لدى الإنسان جعله یشعر بالإیجابیة والتفاؤل واستثمار الطبیعة بدلا من الخوف والتضرر والإیذاء الذی وجد فی مفهوم العهد القدیم . وحمید بن ثور معنی بهذا التبدل الذی أحدثه القرآن الکریم فی نفوس الناس فهو شاعر مخضرم قضى الشطر الأکبر من حیاته فی الإسلام وعده ابن سلام من شعراء الطبقة الرابعة من الفحول الإسلامیین، توفی على الأرجح أیام عثمان رضی الله عنه وأشاد به وبشعره المرزبانی والأصمعی وابن قتیبة. وتعد قصیدته العینیة من نوادر القصائد التی حفلت بالطبیعة والمرأة وانبثقت من رؤیة إسلامیة للکون والحیاة والإنسان، إذ جمعت بین التصور الإسلامی للمرأة والدنیا والطبیعة والإنسان ومآلهم إلى الحیاة الآخرة ووقوع ذلک کله فی دائرة القدرة الإلهیة، فالله خالق الکون ومالکه والمتصرف فی شؤونه .

Keywords