آداب الرافدين (Sep 2024)

منهج فخر الدين قباوة في بيان الجملة الابتدائيــــة في كتابه "إعراب كتاب رياض الصالحين"

  • رؤى طالب حمادي,
  • عبدالستار النعيمي

DOI
https://doi.org/10.33899/radab.2024.146550.2075
Journal volume & issue
Vol. 54, no. 98
pp. 240 – 252

Abstract

Read online

 يقوم هذا البحث على بيان منهج فخرالدين بن نجيب بن عمر المعروف بـ (فخر الدين قباوة) المولود في حلب سنة(1933م) في كتابه (إعراب كتاب رياض الصالحين) في إعراب الجمل سواء أكانت من الجمل التي لا محل لها من الإعراب أم من الجمل التي لها محل من الإعراب ، فضلا عن إعراب المفردات التي تركبت . يلحظ المصطلح على الجمل العربية بنوعيها : التي لها محل من الإعراب ،والتي لا محل لها من الإعراب ، ظاهرة التوافق بين تسمياتها الاصطلاحية وما تؤديه من معنى  وقد عني (فخر الدين قباوة) في كتابه (إعراب كتاب رياض الصالحين) في بيان الجملة الابتدائية التي هي من جملة ما عني به في كتابه هذا ، من حيث كيفية تناوله للجملة الابتدائية ، ومنهجه في بيانها مما يكشف عنه البحث. ومن ذلك الجملة الابتدائية التي سميت بذلك لوقوعها في بداية الكلام ،الا أن ابن هشام يرى أن تسمية هذا النوع من الجمل بالمستأنفة أوضح ؛ لأن مصطلح (الابتدائية) يوحي بالخلط بينها وبين الجملة المصدرة بالمبتدأ ،ولو كان لها محل ،والحق أن ما أثاره ابن هشام وارد ، فكثيرا ما كان النحاة يطلقون على الجملة المكونة من المبتدأ والخبر اسم الابتدائية ،الا أن اقتراحه تسميتها بالمستأنفة يؤدي إلى اشتراك المصطلح مع الجملة المنقطعة عمّا قبلها لفظا ، أو لفظا ومعنى ، لذا لا بد من التفريق بين الجملتين الابتدائية والاستئنافية ،وهو ما أشار إليه غير واحد من المحدثين .وأن النحاة قسموا الاستئناف الى قسمين : أحدهما استئناف نحوي ،والآخر : استئناف بلاغي    وعند البحث في العلاقة التي تربط بينهما يتبين أن بينهما عموماً وخصوصاً . إذ إن جملة الاستئناف النحوي هي المنقطعة عمّا قبلها صناعيا ، في حين تكون جملة الاستئناف البياني " جوابا لسؤال مقدر .أما الجملة المعترضة فهي : جملة تعترض بين كلامين ،تفيد زيادة في معنى غرض المتكلم .ولم يخرج مفهوم النحاة للجملة الاعتراضية عن مفهوم البلاغيين ، إذ قال الرضي : " ونعني بالجملة الاعتراضية : ما يتوسط بين أجزاء الكلام ، متعلقا به معنى ، مستأنفا لفظا "  . أو هي : جملة صغرى تتخلل جملة كبرى على جهة التأكيد . وقد أخذ مصطلح الاعتراض طريقه إلى مصنفات النحو الأولى في وقت مبكر ، فإن كان سيبويه لم يستعمله في كتابه ،وإنما استعاض عنه بمصطلح ( الفصل ) .فإن أبا زكريا الفراء استعمله بدلالته العلمية المعروفة ، وبالمثل استعمله الزجاج في معانيه في حين فصّل ابن السراج القول فيه وفي مواضعه ، بما يدل على استقرار المصطلح نسبيا في التأليف النحوي عند مطلع القرن الرابع من الهجرة النبوية .ومن معالم الجملة المعترضة اقترانها بأحرف الاعتراض كالواو والفاء وحتى وهي من حروف العطف التي خرجت عن أصل معناها . وقد أشارت طائفة من العلماء القدماء إلى هذه الأحرف كالخطيب القزويني  (ت: 739ه) ، والشريف الجرجاني  ( ت: 816ه) ، والشنواني  (ت: 1019هـ) .وبهذا يتضح عدم دقة ما زعمه الدكتور فخر الدين قباوة من أنه جمع أحرف الاعتراض"وهي مما أغفله القدماء والمعاصرون".      ومما تجد الإشارة إليه أن اقتران الجملة المعترضة بهذه الأحرف ليس أمرا لازما ، كما فهم ذلك بعض السابقين ، بل قد ترد مقترنة بها أو خالية منها ، كما هي الحال مع الجملة المستأنفة .   تنوع منهج فخر الدين قباوة في بيان الجملة الابتدائية ومن ذلك اكتفاؤه ببيان أنها ابتدائية وقد يتعرض لإعراب أجزاء الجملة .    إن مفهوم الجملة الكبرى والصغرى عند فخر الدين قباوة يختلف عن مفهومها عند ابن هشام   يذكر جملة ابتدائية مقدرة ويبين أنها لامحل لها من الإعراب .   

Keywords