مجلة جامعة دمشق للدراسات التاريخية (Jun 2021)
دراسة للواقع الاجتماعي في سورية إبّان الاحتلال الفرنسي
Abstract
إنَّ المعاناة التي قاسى منها كل من؛ العمال والفلاحون في سورية إبّان الاحتلال الفرنسي 1920-1946 دفعنا لدراسة الواقع الاجتماعي في سورية متخذين العمال والفلاحين نموذجاً، لأنَّ أوضاع العمال تدهورت؛ بسبب علاقة التبعية بين سورية وفرنسا المحتلة، وتعرض معظم الورشات المنزلية والحرف اليدوية للانهيار، وخصوصاً بعد تدفق البضائع الاجنبية التي أخذت تغزو الأسواق السورية تسهيلات السلطات الفرنسية للأمر بعد اتباع سياسة الباب المفتوح. في الثلاثينيات استغل بعض الحرفيين أزمة عام 1929 فطورا صنّعاتهم باستخدام الآلة وسط المنافسة الأجنبية التي تدعمها أنظمة رأسمالية مرتبطة بالمحتل لتحويل البلاد إلى سوق استهلاكية غير منتجة. أمَّا الحالة المعيشة للعمال فقد اثرت سلباً في وضع الطبقة العاملة في سورية من خلال؛ ساعات العمل الطويلة التي لا تتناسب مع الأجر المتدني، وتشغيل الأولاد والنساء فضلاً عن مكان العمل الذي يفتقر للشروط الصحية. أمَّا ما يخص الطبقة الفلاحية فكانت تدعو لليأس والحرمان وخصوصاً؛ بعد انتزاع معظم الارض منه وتسليمها لأعوان فرنسا المحتلة عندما كانوا عماد الثورات التي قارعت المحتل الفرنسي. أمَّا الفلاحين والعمال الزراعيين اللذين عملوا عند الإقطاعيين والمرابين مورس عليهم شتى أنواع الاضطهاد والاستغلال في سبيل الحصول على لقمة العيش.