İlahiyat Akademi (Jun 2022)
دور الترجمة في بناء تصورات صحيحة بين العرب والأتراك
Abstract
يسلط هذا البحث الضوء على العلاقات الممتدة بين العرب والأتراك ومعرفة كل منهما لغة الآخر، كما أنه يمر بشكل سريع على تاريخ الترجمة بين اللغتين ويبرز دواعيه وأسبابه، ويظهر الحاجة لاستئناف حركة الترجمة وضرورة أن تكون من الطرفين ولا سيما في المجالات المشتركة لتكون عوناً لبناء تصورات صحيحة تقوم عليها علاقات صحية بعيداً عن التنميط والتعميم الذي ألقى بظلاله على الجانبين منذ سقوط الدولة العثمانية وما تلاه من تشكُّل الجمهوريات الحديثة إلى زمن قريب، كما أنه يشير للمتوفر من المترجَم وكميته ومدى صلاحيته في بناء مثل هذه التصورات، وفيه إشارة لبعض سلبيات الترجمة الحالية ومقترحات لتلافيها وتحسينها ضمن رؤية مُخَطط لها تنظِّم الجهود المبعثرة في هذا المجال وتضعها في أطر يحتاجها الباحث والقارئ وتلبي حاجة للمكتبة الثقافية. ويشير البحث للتطور التاريخي الذي لم تعد فيه الدوافع الدينية أو السياسية فقط حاجة للترجمة بين اللغتين كما كان الحال في معظم مراحل تاريخ العلاقات العربية التركية، حيث استجدت دوافع اقتصادية وعسكرية لتكون مع الدوافع العلمية والدينية والسياسية مجموعة دوافع تجعل الحاجة للترجمة أكثر أهمية.تم إعداد هذا البحث بالاشتراك بين باحثَين، حيث عرض الدكتور رمضان يلدرم للشق المتعلق بواقع الترجمة عن العربية وتاريخها في الفضاء التركي، وعرض الباحث إبراهيم إسماعيل للشق المتعلق بواقع الترجمة عن التركية وتاريخها في الفضاء العربي، وخرج البحث بنتائج تفيد بأن تراجم الأترك عن العربية ولا سيما في الشق المتعلق بالعلوم الشرعية والفكر الإسلامي غنية وهي نتيجة لتراكم جهود المترجمين منذ دخول الأتراك الإسلام وإلى اليوم، وفي المقابل فإن تراجم العرب عن التركية بدأت تنشط في القرن الماضي، وإن كانت في أغلبها في مجال الأدب والرواية؛ غير أنها بدأت تتوسع إلى مجالات أخرى في الفترة الماضية، وخُتم البحث بمجموعة من التوصيات أبرزها الدعوة للعناية بالمجالات المشتركة ومنها بطبيعة الحال ضرورة أن تكون الترجمة في هذه المجالات من الطرفين، فكما ترجم الأتراك أبرز مؤلفات الفكر الإسلامي الصادرة في القرنين الأخيرين في البلاد العربية إلى اللغة التركية؛ فينبغي كذلك أن تترجم إلى اللغة العربية أبرز أعمالهم العلمية في هذا المجال ولا سيما ما تم إنجازه في أكاديمياتهم العلمية في العقود الأخيرة، وفي هذه النقطة تحديداً نبَّه البحث للاستفادة من إمكانات الطلبة والأكاديميين خصوصاً مع وجود عدد كبير من الأكاديميين الأتراك العارفين بالعربية، ويقابلهم عدد كبير من الطلبة العرب في الجامعات التركية الذين باتوا في عداد العارفين باللغة التركية.
Keywords