Annales du Patrimoine (Sep 2023)
مظاهر التشاؤم في شعر أبي العلاء المعرّي
Abstract
إن حياة أبي العلاء المعرّي حياة حافلة بالألم والشقاء لما كابده من عناء ومشقّة. وكان شاعرا مفلقا وفيلسوفا متشائما في الدنيا حتى لا نكاد نجد قصيدة له خلوا من الناحية التشائمية. وقد نبهه اضطراب الحياة السياسية والاجتماعية والدينية إلى ما انطوى عليه الناس من الأخلاق الذميمة حتى أصبح لا يثق بشيء من أقوالهم ولا أعمالهم، ولا يصدق شيئا من مظاهرهم الحسنة. ولقد تقصّى أحوال الإنسان وأعماله وأطواره، فأسفر له البحث والاستقراء على أن الإنسان جُبل على الفساد وليس في الإمكان تقويمه ولا تهذيبه. وهذا التشاؤم الشديد يرجعه إلى اعتقاده أن الشر غالب على الخير، والحياة تنطوي على تناقض مفجع، وهو ما يمكن أن نسميه بمأساة الوجود جعلته يرى أنه لا سند يرتكن إليه الإنسان سوى الموت لأن الحياة كلها تعب والأحمق عنده هو من يرغب فيها ازديادا كالذي يسعى إلى استمرار الألم والبؤس.