الفكر الإسلامي المعاصر (Oct 2024)

تطوُّر المنهج العقلي في الدرس الكلامي الأشعري

  • محمد الشهبي

DOI
https://doi.org/10.35632/citj.v30i108.6129
Journal volume & issue
Vol. 30, no. 108

Abstract

Read online

كان منهج الفكر الكلامي في بِنيته وأساليبه شديد الصلة بالمشكلات الطارئة في حياة المسلمين الفكرية والعلمية. وقد تطوَّرت مناهج الأشاعرة حين أخذوا على عاتقهم مهمة حماية العقيدة الإسلامية والدفاع عنها، وهو مقامٌ للاستدلال في سياق مواجهة شُبُهات الخصوم، تابعٌ لكيفية إقناع الـمُشكِّك والـمُعانِد، لذلك وقعت فيه المرونة باستعمال بعض الأدلَّة التي قد لا يلتزم الطرف الـمُستدِلُّ بها أحياناً، فكانت مساحة مناهج الاستدلال ضد الخصوم أوسع. وكان سَيْر الـمُتكلِّمين الـمُتقدِّمين من الأشاعرة على الطريقة الجدلية، اعتماداً على آليَّة الاستدلال العقلي القياسي وما تفرَّع منها، هو ما جعلهم جميعاً يُصادِمون المنطق الأرسطي، ويُعرِضون عنه؛ إذ كان منهجهم -منذ البداية- منهج الدرس الأصولي نفسه، وجاء ضَمُّ القياس العقلي -بوصفه آليَّة إضافية جديدة- في الدرس الكلامي للسبب نفسه في الدرس الأصولي. أمّا عند الـمُتأخِّرين فقد تغيَّرت البِنية الفكرية للمُخالِف عند شيوع الفلسفة في الأُمَّة الإسلامية؛ ما فرض على الـمُتكلِّمين الأشاعرة تجديد الدرس الكلامي على المستوى الوظيفي والمنهجي، فكان ذلك دافعاً إلى اعتماد الـمُتكلِّمين آليّات استدلالية بديلة تنسجم مع طبيعة الدرس الكلامي في هذه المرحلة.

Keywords